الماء بتطوان بين الحقيقة والخيال

الماء
0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

محمد الحبشاوي

بعد شهرين من الانقطاع المتكرر للماء بمدينة تطوان ،هذه المدينة التي شهدت ندرة في المياه والسبب يرجع إلى عدم الترشيد في استعمالها وتوزيعها ،خصوصاً وأنها توزعت في فترة الصيف بين الساكنة والمساحات الخضراء والمسابح الصيفية ،وتعيش مدينة تطوان خلال هذه الأيام تساقطات مطرية مهمة جعلت حقينة السدود تشهد ارتفاع يبث الاطمئنان في نفوس التطوانين لكن مع هذا كله يستمر انقطاع الماء و يستمر التسؤول بين المواطنين .

و في هذا الصدد عبر الأستاذ ” زين العابدين الحسيني ” عبر صفحته الفايسبوكية قائلاً :

للذين يستغربون ،يتعجبون ويتساءلون أسئِلةً مشروعة ومنطقية عن الإستمرار في قطع الماء بعد الأمطار الغزيرة التي تساقطت مؤخراً ،نقول :

المدن في العادة تتزود بالماء من السدود ،والسدود وبحسب حجم حقينتها ،تتطلب شهوراً وربما سنوات لكي تمتلئ ،لكنها يمكن أن تفرغ بسهولة وفي مدة قصيرة إذا تكالبت عليها العوامل الثلاث :

– قلة التساقطات وعدم انتظامها .

– التبذير وضعف روح المسؤولية وسوء التخطيط .

– ارتفاع نسبة التبخر ، مع ارتفاع منسوب درجات الحرارة .

ولذلك ،عندما اجتمعت هذه العوامل الثلاث ،ووصل مخزون سدود المنطقة الى أدنى مستوياته ،بَدأتُ – ومنذ مطلع السنة الحالية – أنصح ثم أستفسر وبعد ذلك أنبه كل من له علاقة بالموضوع ،واستطعت الوصول إليه ،بضرورة اتخاذ إجراءات احترازية ،لتفادي الوقوع فيما لا تحمد عقباه ،وقد كان ذلك قبل حلول فصل الصيف ،وحتى نضع الاحتياطات اللازمة لفصل الخريف ،لم يلتفت إلي أحد ،وحتى بعض الأطر الذين شاطروني تخوفاتي ،لا حول لهم ولا طول ،ولم تأخذ ملاحظاتهم وتنبيهاتهم هم أيضاً على محمل الجد !

النتيجة ،أن استمرار الاستهلاك بنفس الإيقاع والهدر،وصل بنا الى إفراغ حقينة السدود الثلاثة التي تزود المدينة والساحل .

فسد مثل سد اسمير مثلا سعة الملء به 40.8 مليون م٣ ،بقي فيه 3 مليون م٣ فقط عندما تم الشروع في قطع الماء وتقنين توزيعه ..!

لذلك سيتطلب الأمر وقت طويلاً ومطراً كافياً لإعادة تعبئة الحقينة ،على الأقل للثلث ،حتى يكون هناك الاحتياط الكافي للصيف القادم ..

ولتوضيح الصورة أكثر ،هذه هي المقاييس المسجلة اليوم في سدود المنطقة :

– سد أسمير : 4,16 م.م٣

– سد م الحسن بن المهدي (الروز) : 3.43 م.م٣

– سد النخلة : 4.00 ، وقد جاوز 80% من الملء ،لكنه سد صغير وحقينته ضعيفة لتوحله !

وتبقى النقطة الإيجابية في هذا الوضع هو حجم الماء الذي تجمع في سيد واد مارتيل ،الذي لم يتم الانتهاء من الأشغال به ،وقد تجاوزت اليوم 9 ملايين م٣ .

لذلك يُتوقع أن يتم الاستمرار في قطع الماء إلى غاية تجميع الرصيد الاستراتيجي الكافي ،خصوصاً وأنه في نفس الوقت الذي تدخل فيه مياه الأمطار إلى حقينة السد ،تخرج كميات أخرى لتلبية حاجيات السكان ،ويبقى الفرق بين الموارد والإستهلاك ،الذي يمكث في الحقينة ضعيفاً ،لعلهم يعتبرون في القادم من الأيام !!

وهكذا يبقى المواطن التطواني واقفاً بين الحقيقة والخيال ينتظر عودة المياه إلى مجراها بعد غياب شهرين متصلين ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.