خطاب قوي ورسالة صادقة من مواطن جزائري إلى حكام بلاده

خطاب قوي ورسالة صادقة من مواطن جزائري إلى النظام الجزائري
0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

لماذا ؟ لماذا نحن نزداد فقرا وهم يزدادون غنى ؟ لماذا نحن نجوع وهم مصابون بالتخمة ؟ لماذا نحن عراة وهم وحاشيتهم لا يقتنون الا الماركات العالمية من أفخم المحلات التجارية وبالعملة ؟ لماذا نسكن مساكن غير لائقة وبراريك لا انسانية وهم ينعمون بأفخم القصور والفيلات دون دفع حتى ثمنها وضرائبها ؟ لماذا نحن وأبناؤنا نعاني مع النقل ووسائل التنقل والخدمات الصحية المتدنية والتعليم المتدهور، وهم لهم سيارات الدولة من آخر صيحة ولهم تذاكر مجانية للتنقل وللسفر عبر الطائرة دون عناء ولا أدنى مجهود هم وأولادهم وعائلاتهم ؟ لماذا تُخصص لهم ولأبنائهم مخيمات على أرقى الشواطئ ونحن نبقى نحترق تحت شمس الصيف الحار ؟ لماذا هم يفرحون ويسعدون حين نحن نعاني ونقاسي ويلات وصعوبات الحياة ؟ لماذا تُداس كرامتنا يوميا وكل لحظة أينما تنقَّلنا وذهبنا سواء بالادارات الحكومية أو بمستشفياتها أو بمطاراتها وبمصانع ومعامل عائلات حكامنا وشياتيهم ؟ لماذا نصطف بطوابير لساعات وأيام من أجل كيس حليب لأطفالنا وخبزة ؟ نحن شعب بلد البترول والغاز وحكامنا لا يأكلون إلا ما تستورده طائرات الدولة لهم من أفخم الأسواق العالمية ؟ لماذا حال الاماراتيين والقطريين والسعوديين والكوتيين أفضل من حالنا بمئات السنين وهم بلدان بترولية كذلك رغم أنهم بموارد وقدرات وكفاءات أقل مما لدينا ؟ لماذا يومنا عذاب خوف، رعب، ترقُّب وشكٌّ، وغدُنا مظلم سوداوي مخيف، وهم يَوْمُهم وغدهم أمل وسعادة وفرح بما سيَحْيَوْنَه هم وأبناؤهم وعائلاتهم وشياتوهم من سعادة ومتعة وتراكم لمزيد من الثروات ؟ لماذا ندفع نحن كل الضرائب ونؤدي كل الواجبات وهم مُعفون تماما من كل ذلك باسم القانون والقوة ؟ لماذا نحن بلد غني والشعب والشباب يحيى حياة الفقراء ؟ لماذا نحن ببلوغنا الخمسين لا نعود صالحين لشيء في نظر حكامنا والقانون الذي سطروه لنا وهم لا حدَّ لعُمْرهم ولا عدم صلاحية سِنِّهم وحتى وإن تجاوزوا التسعين ؟ أَقنَعونا أن لا مستقبل للبلد من دونهم. لماذا ولماذا ولماذا ؟ فقط لأننا شعب كسول، شعب غبي، شعب يرضى بالذل والخنوع، شعب سمح لغيره الكلام واتخاذ القرار مكانه، شعب بكل بلادة، كان يسمع ويصدق ما ترويه ” الشروق” والجرائد الصفراء والاذاعات والأبواق المكتراة من طرف الحكام، شعب تخلى عن دينه ومبادئه، شعب فضل الكراهية والنفاق والغش والزواق بدل الصدق والحب والتآزر والتآخي، شعب لم يعرف كيف يخرج من سبات الماضي وشعارات الماضي منها البالية ومنها المزيفة ومنها المضلِّلة ومنها اللاهية للشعب عن مطالبه وحاجياته . شعب سكت عن نهب ثروات بلاده لستين سنة حتى أصبح النهب حق يَكفله الدستور الذي وضعوه هم بأيديهم، شعب سكت عن الحق فأخرسه الظلم، شعب صدق وطمع ثم سكت عن أكذوبة وذريعة حكام الجزائر لأكثر من أربعين سنة، بأن مستقبل البلاد رهين بتدمير وتمزيق وإضعاف وتشتيت شمل جيرانه، علما ويقينا منهم أن تطور جيرانهم، كما هو اليوم الحال مع المغرب، يفضحهم أمام شعبهم ويعري نهبهم وخيانتهم لوطنهم باسم الشعارات التي لا تنتهي، وما أن تَحل من مصيبة بالبلد إلا ادعوا رميا وبهتانا الجيران و ” الأيادي الخفية والأيادي الخارجية ” بالمكر والتدخل في الشؤون الداخلية للبلد، شعارات بالية حقا عارية من كل حقيقة وعى درسها كافة الشعوب منذ حرب الخليج الأولى، وأن الأمل وكل المستقبل والازدهار مرتبط بطرد المغرب من صحرائه بخلق كيان وهمي خنوع تابع أسموه بوزبال، فكان حقا فخا ماكرا شيطانيا نصبوه لشعب الجزائر المتهور اللاهي المنتشي بسهرات الراي وسبات القرقوبي الطامع الحالم المنساق وراء أكاذيب حكامه، فأعطاهم بذلك ذريعة وحجة وورقة قوية يشهرونها كل مرة في وجهه لتبرير تبذيرهم لخيرات ودراهم البلد، لتبرير الكساد الاقتصادي والأزمة وتدني المعيشة وتدهور الخدمات الاجتماعية بحكم تخصيصهم حصة من ميزانية البلد التي يجهل عنها الشعب الكثير لدعم عصابات بوزبال وإرضاء أبنائهم وعائلاتهم وارتشاء الحكام الأفارقة ومن يدعمهم ويساندهم في أطروحتهم التي فضحها الزمن على أنها لعبة فقط وتجارة وبطاقة بيضاء، واليوم علنا أضيف لأتعاب وعبء مصاريف البلد مصاريف أخرى لتغطية حاجيات موريطانيا الغذائية واللوجيستيكية والاعلامية والحربية علما أن موقف موريطانيا بالسياسة الدولية لا يسمن ولا يغني من جوع، بل هو بلد كالعبد المأمور . “ما قدو فيل زادوه فيلة” . لماذا على الشعب الجزائري خاصة الضعفاء والبسطاء أن يدفع من جيبه وقفته الغذائية وعلى حساب تحصيل أبنائه تعليم جيد وخدمات صحية في المستوى وفرص عمل ونمو اقتصادي لينتفع ويتمتع ويسعد غيره من عصابة بوزبال وأبنائهم بموارد الشعب الجزائري ..؟ ماذا جنينا بعد 42 سنة من دعم بوزبال على حساب رهن مستقبلنا بهم وعلى حساب تطوير علاقات طيبة منفعية متبادلة مع جيراننا وإخواننا المغاربة ؟ كم فرصة أضعناها للنمو والغدو بالبلد نحو الأمام والتطور بمعاداتنا لأخواننا بالمغرب حدَّ قطْع الأرحام وتشريد العائلات وقطع الأرزاق ؟ بالله علينا يا أيها العقلاء منا من هو أخيَرُ وأفضل وأنفع إلينا ؟ جار مثل المغرب أم جار كبوزبال ؟ لماذا بأوربا تسعى كل الدول الى تقوية روابطها بجيرانها وتعمل بكل قوة أن يكون لكل واحد منها جيران أقواياء في كل المجلات على أن يكون جيرانهم ضعفاء فقراء متخلفون اقتصاديا واجتماعيا وديموقراطيا ؟ أُنظر إن كان لك عقل وذاكرة وبصيرة وثقافة اجتماعية وسياسية مع اسبانيا وبلجيكا ورومانيا و و و ..أنظر كيف كانت هاته الدول فقظ خلال التسعينيات من تخلف وتدهور اقتصادي وتجاري وصناعي وكيف أصبحت اليوم وبفضل من … ! أليس بفضل جيرانهم ؟ لما فقط نحن العرب خاصة حكامنا لا هم لهم ولا يسعدون باليوم إلا اذا رأوا فيه جيرانهم تسيل دماؤهم جياعا عراة مشردين بلدانهم ضعيفة متخلفة فقيرة غير ديمقراطية ؟ ماذا استفدنا وماذا أهدرنا من ثروات بدعمنا لمدة 42 سنة لبوزبال ؟ المغاربة بصحرائهم ساكنون مرتاحون منتفعون يَحيوْن حياة الأمن والأما ن والاستقرار والسكينة يتمتعون بحياتهم كيفما يشاؤون ويبرمجون مستقبل أبنائهم كما يحلُمون ونحن والبوزبال نمسي ونصبح على شعارات كاذبة جوفاء خادعة .. هكذا إذن تُنهب وتصرف وتبذر دراهم البلد ويرهن مستقبل الفقاقير لغد مجهول أو حافل بالوعود الكاذبة سعيا ولهثا وخدمة خدمة لتوفير السعادة والهناء والمتعة والاستمرارية في السلطة لحكام البلد الذين لا يغادرون الكراسي الا محمولين فوق النعوش.. حتى المرض، يصنعون منه بطولات ، لا تمتلئ بطونهم هم وأبناؤهم وعائلاتهم وشياتيهم وكل المنافقين، ثم كذلك حكام وعائلات البوزبال لتغطية مصاريفهم ودراساتهم واقتناءاتهم لأفخم العقارات وفتحهم لأرصدة بنكية بأوربا وأمريكا اللاتينية ولا حاجة لذكر أمثلة لأنه لا ينكرها الا جاهل أو شيات أو عميل، ثم كذلك لتغطية رشاوي العديد من المنابر الاعلامية المحلية والدولية وبعض الحكام الديكتاتوريين أمثال بعض الحكام بأفريقيا وأمريكا اللاتينية وكذا بعض منعدمي الضمير والأخلاق من رؤساء بعض المنظمات الدولية التجارية الفاسدة … مصاريف.. مصاريف… مصاريف.. هنا وهنالك والشعب راض يتفرج على هذه المسرحية الدنيئة الخسيسة اللا أخلاقية إنتاجها وأبطالها حكامه لعدة عقود دون أن يحرك ساكنا ، أ ليس الصمت على مكروه وباطل هو رضى به ؟ أ ليس الصامت على فساد هو فاسد كذلك وعمل فساد ومشاركة ودعم له ؟ ” اللي ضرباتو يدو ما يشكي ” . لا لا لا ، ليس لأحد الحق اليوم في الكلام ولا الاحتجاج ولا التعبير عن تدمره مما آل اليه وضعه وحاله ومستواه وحاضره ومستقبله ..لا لا أنتم من صمتم وصمتم وقبِلتم بلعبة النفاق والكسل والسكوت عن الحق وتستَّرتم على الفاسدين وتسترتم وساندتموهم لعقود … ! ما عليكم اليوم الا الصبر أو الانتحار .. لقد بلغ السيف أقصى حده بالجسد من زمان وفاض الكأس منذ عقود .. حالنا المزري وكسادنا البائن اليوم هو ليس نتيجة خطأ أو تهور أو عمل إجرامي ارتكبه حكامنا والفاسدون منا بالأمس فقط .. ! لا.. لا.. بل هو مسلسل فساد ونهب وتغييب للديمقراطية والجشع وتغييب للقانون ورسم دساتير على المقاس وتغييب للشعب وإضعاف لقدراته الفكرية والتعليمية وتجويع لبطونه خلال عقود عملا بالمبدء القائل، لتستمر في الحكم والسلطة دون مضايقات ولا محاسبة ولا معارضة من شعبك فحصِّن نفسك بإعلام مرتزق واَصنع لوبيات فاسدة من أصحاب المال الفاسد ثم اصنع شعبا جاهلا غير متعلم وهمِّش التعليم بالبلد وشوِّه سمعة المعلمين وجوِّع بطونهم حتى لا يعُدْ تفكيرهم يتعدى حدود التفكير في توفير خبزة ولتر حليب وبعض حبات البطاطا، وأَحِط من كرامتهم وهدد أمنهم اليومي وسلامتهم في أجسادهم وحياتهم وحياة أولادهم حتى لا يكون لهم هَمٌّ بيومهم غير هَم توفير خبزة وعودة سليمة لهم ولأبنائهم مساء سالمين من تسليط المجرمين وقُطاع الطرق عليهم .. هكذا يبني الديكتاتوريون أنظمتهم ليَطول استبدادهم لشعوبهم ونهبهم لثرواتهم .. إذن هكذا باختصار تراكمت حلقات هذا المسلسل للفاسدين والفساد منذ فجر الاستقلال الى الأمس واليوم … لا حق لكم اليوم في لوم حكامكم الفاسدين، ولوموا فقط أولا أنفسكم وعضُّوا على أيديكم بقَبولكم للفساد والفاسدين منذ عقود وما اليوم عليكم الا أن توجهوا ظهوركم لسياط الشياتين وخدام الفاسدين وتعطوا وتزيدوا لعصابات بوزبال رغم أنفكم، وما نيل الحرية والعدالة والديمقراطية ومحاربة الفاسدين بلعبة شطرنج بل هي تضحية بالغالي والنفيس وتنكر للذات وعزم إيمان بتحقيق الانعتاق وظروف أفضل للأبناء والأجيال القامة ولا تحسبَنَّ أن ما تعيش عليه الشعوب الأوربية والأمريكية وبعض الدول الأسيوية من حقوق وعدالة ومساواة ورفاهية في العيش ومستوى جيد بالتعليم والصحة والعمل وامتيازات أخرى قُدِّم لها على طبق من فضة من طرف حكامهم بالماضي واليوم، بل جاء كل ذلك فوق جثث ملايين الضحايا من المناضلين والشرفاء من رفضوا الذل والخنوع والتبعية والعبودية والاقتتال والخلود بالسلطة وأفضل وأقرب مثال ما عاشه جيراننا الاسبان من دماء لنيل حقوقهم ونفس الشيء عاشه الفرنسيون والألمان والأمريكان واليابانيون والكوريون والصينيون وغيرهم ممن حققوا انعتاقهم أو بعضا منه .. كل أمانينا رغم أن الأماني تبقى أماني فقط والواقع يفرض العمل والتحرك والتبصر والحكمة والرزانة والصبر حتى لا نسلك ولا نقع فيما وقع فيه غيرنا من الشعوب الأخرى من اقتتال وإراقة دماء وإسقاط لضحايا أبرياء، وليعلم الجميع أن ما من مصيبة تحل ببلد الا كان للضعفاء والفقراء والبسطاء حصة الأسد من الضحايا، وكان الأغنياء والأقوياء ورجال السلطة والحكام في منأى من ذلك، ولعل مثال سوريا والعراق وليبيا واليمن لخير أمثلة عن من يؤدي غاليا فاتورة المطالبة بالحق ورفض الفساد .. ربنا لا تواخذنا بما يفعله الفاسدون والسفهاء والظالمون والشياتون والمتعاونون معهم منا .. ربنا أحقن دماء المسلمين وافضح الظالمين وتولنا فيهم واجعل اللهم مكرهم دائرة عليهم وولي فينا من يخافك فينا وأجرنا من المنافقين ومن ليس لهم كرامة ولا ضمير ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.