
المغرب…فاتح ربيع الأول 1442 هـ هو يوم الأحد وعيد المولد النبوي الشريف يوم الخميس 29 أكتوبر
الإسلامية | 17 أكتوبر، 2020
كتاب الزكاة
169- عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما ، قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لمعاذِ بنِ جبلٍ ـ حين بعَثَهُ إلى اليمنِ ـ : “إنك ستأتي قوماً أهل كتابٍ ، فإذا جئتَهم فادْعُهُمْ إلى أن يَشْهَدوا أن لا إله إلا الله ، وأنَّ محمداً رسولُ الله ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فأخبرهم أنَّ اللهَ قد فَرَضَ عليهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فأخبرهم أنَّ اللهَ قد فرضَ عليهم صدقةً تؤخذُ من أغنيائهم ، فتردُّ على فقرائِـهم ، فإنْ هم أطاعوا لك بذلك ، فإياك وكرائِمَ أموالِـهم ، واتقِ دعوةَ المظلومِ ، فإنه ليس بينَـها وبين الله حجابٌ” .
170- عن أبي سعيد الخُدْرِيِّ رضي الله عنه ، قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : “ليس فيما دون خمسِ أَواقٍ صدقةٌ ، ولا فيما دون خمسِ ذَوْدٍ صدقةٌ ، ولا فيما دون خمسةِ أَوْسُقٍ صدقةٌ” .
171- عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال : “ليس على المسلمِ في عبدِهِ ، ولا فَرَسِهِ صَدَقَةٌ” .
وفي لفظ : “إلا زكاةَ الفطرِ في الرقيق” .
172- عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال : “العَجْماءُ جُبَارٌ ، والبئرُ جبارٌ ، والمَعْدِنُ جُبَارٌ ، وفي الرِّكاز الخُمُس” .
الجُبار : الهَدَرُ الذي لا شيء فيه ، والعَجْماء : الدابة .
173- عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عُمَرَ على الصدقةِ ، فقيل : مَنَعَ ابنُ جَمِيلٍ ، وخالدُ بنُ الوليد ، والعباسُ عَمُّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :
“ما يَـنْقِمُ ابنُ جَميلٍ ، إلا أن كان فقيراً فأغناهُ الله ، وأما خالدٌ : فإنكم تظلمون خالداً ، فقد احْتَبَسَ أَدْراعَهُ وأعتادَهُ في سبيل الله ، وأما العباسُ : فهي عَلَيَّ ومثلُها” ، ثم قال : “يا عمرُ ! أما شَعَرْتَ أنّ عَمَّ الرجلِ صِنْوُ أبيهِ” .
174- عن عبدِ اللهِ بنِ زيدِ بنِ عاصمٍ المازنيِّ رضي الله عنه ، قال : لما أَفَاءَ اللهُ على نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم يومَ حنينٍ ، قَسَمَ في الناس ، وفي المُؤَلَّفَةِ قلوبُهُم ولم يعطِ الأنصارَ شيئاً ، فكأنهم وَجَدوا في أنفسِهم ، إذ لم يُصِبْهم ما أصابَ الناسَ ، فَخَطَبَهُمْ ، فقال : “يا معشرَ الأنصارَ ، ألم أجدكم ضُلّالاً فهداكم الله بي ؟ وكنتم متفرقين فَأَلَّفَكُم الله بي ؟ وعالَةً فأغناكم الله بي” ، كلما قال شيئاً ، قالوا : اللهُ ورسولُهُ أمَنُّ ، قال : “ما يمنعُكُم أنْ تجيبوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : اللهُ ورسولهُ أَمَنُّ ، قال : “لو شئتم لقلتم : جِئْتَنا كذا وكذا ، ألا ترضوْن أن يذهبَ الناسُ بالشاةِ والبعيرِ ، وتذهبون بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى رحالِكم ، لولا الهجرةُ لكنت امرَءاً من الأنصارِ ، ولو سلك الناسُ وادياً أو شِعْباً ، لَسَلَكْتُ واديَ الأنصارِ وشِعْبَها ، الأنصارُ شِعارٌ ، والناسُ دِثارٌ ، إنكم سَتَلْقَوْن بعدي أَثَرَةً ، فاصبروا حتى تَلْقَوْني على الحوضِ” .
باب صدقة الفطر
175- عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضي الله عنهما ، قال : فرضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صَدَقَةَ الفِطْرِ ـ أو قال رمضانَ ـ على الذكرِ والأنثى ، والحرِّ والمملوكِ ، صاعاً من تمر ، أو صاعاً من شعير ، قال : فعَدَلَ الناسُ به نصفَ صاعٍ من بُرٍّ ، على الصغيرِ والكبيرِ .
وفي لفظ : أن تؤدى قبلَ خروجِ الناسِ إلى الصلاةِ .
176- عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه ، قال : كنا نعطيها في زمنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعامٍ ، أو صاعاً من تمرٍ ، أو صاعاً من شعيرٍ ، أو صاعاً من أَقِطٍ ، أو صاعاً من زبيبٍ ، فلما جاء معاويةُ ، وجاءتِ السَّمْرَاءُ ، قال : أَرَى مُدّاً من هذه يَعْدِلُ مُدَّيْن.
قال أبو سعيد : أما أنا فلا أزالُ أُخْرِجُهُ كما كنتُ أُخْرِجُهُ على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم .
كتاب الصيام
177- عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لا تَـقَدّمُوا رمضان بصوم يوم ، ولا يومين ، إلا رجلا كان يصومُ صوماً فلْيَصُمْهُ” .
178- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : “إذا رأيتموه فَصُوموا ، وإذا رأيتموه فَأَفْطِروا ، فإنْ غُـمّ عليكم فاقْدُروا له” .
179- عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “تَسَحَّروا ، فإن في السَّحور بَرَكَةً” .
180- عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال : تَسَحَّرْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قام إلى الصلاة ، قال أنس : قلت لزيد : كم كان بين الأذان والسَّحور ، قال : قَدْرُ خمسين آية .
181- عن عائشةَ ، وأمِّ سلمةَ رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُدْركُه الفجرُ ، وهو جُنُبٌ من أهلِه ، ثم يغتسلُ ويصومُ .
182- عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : “من نَسِيَ وهُوَ صائم ، فَأَكَلَ أو شَرِبَ ، فلْيُتِمَّ صومَه ، فإنما أطعَمَهُ اللهُ وسَقَاه” .
183- عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل ، فقال : يا رسول الله ، هلكتُ ، فقال : “مالك” ، قال : وَقَعْتُ على امرأتي وأنا صائم ـ وفي رواية : أَصَبْتُ أهلي في رمضان ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “هل تجد رقبةً تُعْتِقُها”، قال : لا ، قال : “فهل تستطيعُ أن تصومَ شهرين متتابعين” ، قال : لا ، قال : “فهل تجدُ إطعامَ ستين مسكيناً” ، قال : لا ، قال : فسكت النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، فبينما نحن على ذلك ، أُتِـيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَق فيه تمر ـ والعَرَقُ الـمِكْتَلُ ـ قال : “أين السائلَ” ؟ قال : أنا ، قال : “خذ هذا ، فتصدق به” ، فقال : على أفقرَ مني يا رسول الله ، فوالله ما بين لا بَـتَـيْها
ـ يريد الـحَرَّتَيْن ـ أهلُ بيتٍ أفقرُ مِنْ أهلِ بيتي ، فَضَحِكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، حتى بدت أنيابه ، ثم قال : “أطعمه أهلَكَ”
الحَرَّةُ : أرض تَرْكَبُها حجارة سُودٌ .
بابُ الصومِ في السفرِ وغيره
184- عن عائشةَ رضي الله عنها ، أنَّ حمزةَ بنَ عمرو الأسلميَّ ، قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : أَأَصومُ في السفرِ ـ وكان كثيرَ الصيامِ ـ قال :”إن شئتَ فصمْ ، وإن شئتَ فأفطرْ” .
185- عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه ، قال : كنا نسافرُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فلم يَعِبِ الصائمُ على المفطرِ، ولا المفطرُ على الصائمِ .
186- عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، قال : خَرَجْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضانَ ، في حرٍّ شديدٍ ، حتى إنْ كان أحدُنا ليَضَعُ يدَه على رأسِهِ من شِدَّةِ الحرِّ ، وما فينا صائم إلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وعبدُ الله بنُ رَواحةَ
187- عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فرأى زِحاماً ورجلاً قد ظُلّل عليه ، فقال : “ما هذا” ، قالوا : صائمٌ ، قال : “ليس من البِرِّ الصومُ في السفر” .
وفي لفظ لمسلم : “عليكم برُخْصَةِ اللهِ التي رَخَّصَ لكم” .
188- عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه ، قال : كنا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في سفر ، فمنا الصائِمُ ، ومنا المفطِرُ ، قال : فنزلنا مَنْزلاً في يوم حارٍّ ، وأكثرُنا ظلاً صاحبُ الكساءِ ، ومنا من يَـتَّـقِـي الشمسَ بيدِهِ ، قال : فَسَقَطَ الصُّوّامُ ، وقامَ المفطرون فضربوا الأَبْـنِـيَةَ ، وسقوا الرِّكَابَ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ذهب المفطرون اليومَ بالأجرِ” .
189- عن عائشةَ رضي الله عنها ، قالت : كان يكونُ عليَّ الصومُ من رمضان، فما أستطيعُ أنْ أقضيَ إلا في شعبانَ .
190- عن عائشةَ رضي الله عنها ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قال : “من مات وعليه صيامٌ ، صامَ عنه وَلِيُّهُ” .
وأخرجه أبو داود ، وقال : هذا في النذرِ خاصةً ، وهو قولُ أحمد بن حنبل رحمه الله .
191- عن عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ رضي الله عنهما ، قال : جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صومُ شهرٍ ، أَفَأَقْضيهِ عنها ، قال : “لو كان على أمك دينٌ ، أكنتَ قاضيهِ عنها” ، قال : نعم ، قال : “فدين الله أحق أن يُقْضَى”.
وفي رواية : جاءت امرأة إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، إن أمي ماتت وعليها صومُ نَذْرٍ ، أفأصوم عنها ، قال : “أفرأيتِ لو كان على أُمِّكِ دَيْنٌ ، فقضَيْتِـيه ، أكان ذلك يُؤَدّي عنها” ؟ قالت : نعم ، قال : “فصومي عن أُمِّكِ” .
192- عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “لا يزال الناس بخير ، ما عـجَّلوا الفطرَ ، وأخَّروا السَّحورَ” .
193- عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إذا أقبل الليلُ من هاهنا ، وأدبر النهارُ من هاهنا ، وغربتِ الشمسُ ، فقد أفطر الصائمُ” .
194- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوِصال ، قالوا ، يا رسول الله إنك تواصل ، قال : “إني لستُ كهيئتِكم ، إني أُطْعَمُ وأُسْقَى” .
ورواه أبو هريرة وعائشة وأنس بن مالك رضي الله عنهم .
195- ولمسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : “فأيُّكم أراد أن يواصلَ فلْيُواصلْ إلى السَّحَرِ” .
باب أفضلُ الصيامِ وغيرِه
196- عن عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ رضي الله عنهما ، قال : أُخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، أني أقول : واللهِ لأصومَنّ النهارَ ، ولأقومَنَّ الليلَ ما عِشْتُ ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : “أنتَ الذي قلتَ ذلك” ، فقلت له : قد قلتُه بأبي أنت وأمي يا رسولَ اللهِ ، قال : “فإنك لا تستطيعُ ذلك ، فصمْ وأفطرْ ، وقُمْ ونَمْ ، وصم من الشَّهْرِ ثلاثةَ أيامٍ ، فإنّ الحسنةَ بعشر أمثالها ، وذلك مثل صيام الدهر” ، قلت : إني لَأُطِيقُ أفضلَ من ذلك ، قال: “فصم يوماً ، وأفطر يومين” ، قلت : إني لأطيقُ أفضلَ من ذلك ، قال: “فصم يوماً ، وأفطر يوماً ، فذلك صيام داود عليه السلام ، وهو أفضلُ الصيام” ، قلت : إني لَأُطِيقُ أفضلَ من ذلك ، فقال : “لا أفضلَ من ذلك” .
وفي رواية : قال : “لا صومَ فوقَ صَوْمِ أخي داودَ عليهِ السلامُ ـ شَطْرَ
الدهرِ ـ صم يوماً وأفطر يوماً” .
197- عن عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ رضي الله عنهما ، قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : “إنَّ أحبَّ الصيامِ إلى اللهِ ، صيامُ داودَ عليه السلام ، وأحبَّ الصلاةِ إلى اللهِ ، صلاةُ داودَ عليه السلام ، كان ينام نصفَ الليلِ ، ويقومُ ثُلُثَهُ وينام سُدُسَه ، وكان يصومُ يوماً ، ويفطرُ يوما” .
198- عن أبي هريرةَ رضي الله عنه ، قال : أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ ، صيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهر ، وركعتيِ الضحى ، وأن أُوتِرَ قَبْلَ أنْ أنامَ .
199- عن محمدِ بنِ عَبّاد بن جعفر ، قال : سألتُ جابرَ بنَ عبدِ الله ،َنَهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن صومِ يومِ الجُمُعَةِ ؟ قال : نعم .
وزاد مسلم : وربّ الكعبة .
200- عن أبي هريرةَ رضي الله عنه ، قال : سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، يقول : “لا يصومَنَّ أحدُكم يومَ الجُمُعَةِ ، إلا أن يصوم يوماً قبلَه ، أو يوما بعدَهُ” .
201- عن أبي عُبَيْد مَوْلَى ابنِ أزْهَرَ ـ واسمُهُ سعدُ بنُ عُبَيْدٍ ـ قال : شَهِدْتُ العيدَ مع عمرَ بنِ الخطاب رضي الله عنه ، فقال : هذان يومان نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن صيامِهِما ، يومُ فِطْرِكُم من صيامكم ، واليومُ الآخرُ تأكلون فيه من نُسُكِكُم .
202- عن أبي سعيدِ الخدريِّ رضي الله عنه ، قال : نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، عن صومِ يومين : النحرِ ، والفطرِ ، وعن اشْتِمال الصَّمَّاءِ ، وأن يَحْتَبِيَ الرجلُ في ثوبٍ واحدٍ ، وعن الصلاة بعد الصبحِ والعصرِ ، أخرجه مسلم بتمامه ، وأخرج البخاريُّ الصومَ فقط .
203- عن أبي سعيدِ الخدريِّ رضي الله عنه ، قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : “من صام يوماً في سبيل الله ، بَعّدَ الله وجهَهُ عن النار سبعين خريفاً” .
باب ليلة القدر
204- عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضي الله عنهما ، أن رجالاً من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أُرُوا ليلةَ القدرِ في المنامِ ، في السبعِ الأواخرِ ، فقال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم : “أَرى رُؤياكم قد تواطأتْ في السَّبعِ الأواخرِ ، فمن كان منكم مُتَحَرِّيها ، فلْيَتَحَرَّها في السبعِ الأواخرِ” .
205- عن عائشةَ رضي الله عنها ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال : “تَحَرُّوا ليلة القدر في الوِترِ من العَشْرِ الأَوَاخِرِ”
206- عن أبي سعيدِ الخدريِّ رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكفُ في العَشْر الأَوْسَط من رمضانَ ، فاعتكف عاماً ، حتى إذا كانت ليلةُ إحدى وعشرين ـ وَهِيَ الليلةُ التي يخرج من صبيحتِها من اعتكافِه ـ قال : “من اعتكف معي فليعتكف في العشر الأواخر ، فقد أُريت هذه الليلةَ ثم أُنسيتُها ، وقد رأيتُني أسجدُ في ماءٍ وطينٍ من صبيحَتِها ، فالتمسوها في العَشْرِ الأواخِرِ ، والتمسوها في كل وِتْرٍ” ، قال : فَمَطَرَتِ السماءُ تلك الليلةَ ، وكان المسجدُ على عَرِيشٍ ، فَوَكَفَ المسجدُ ، فأبصرتْ عيناي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى جبهتِهِ أثرُ الماءِ والطينِ من صُبْحِ إِحْدَى وعشرينَ .
باب الاعتِكاف
207ـ عن عائشةَ رضي الله عنها ، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ ، حتى توفاه اللهُ تعالى ، ثم اعتكف أزواجُه من بعدِه .
وفي لفظ : كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كلِّ رمضانَ ، فإذا صلى الغَداةَ جاء مكانَه الذي اعتكف فيه .
208- عن عائشةَ رضي الله عنها ، أنها كانت تُرَجِّلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وهِيَ حائضٌ ، وهو معتكفٌ في المسجدِ ، وهي في حُجْرَتِها ، يناولها رأسَه .
وفي رواية : وكان لا يدخلُ البيتَ إلا لحاجة الإنسانِ .
وفي رواية : أنَّ عائشةَ قالت : إن كنتُ لَأَدْخُلُ البيتَ للحاجةِ والمريضُ فيه ، فما أسألُ عنه إلا وأنا مارَّةٌ .
الترجيل : تسريح الشّعْر .
209- عن عمرَ بنِ الخطابَ رضي الله عنه ، قال : قلت : يا رسول الله ، إني كنت نذرت في الجاهلية أن أعتَكِفَ ليلةً ـ وفي رواية يوماً ـ في المسجد الحرام ، قال : فأَوْفِ بنذرك ، ولم يذكر بعض الرواة يوماً ولا ليلةً .
210- عن صفيةَ بنتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفاً في المسجد ، فأتَـيْـتُه أزورُه ليلاً ، فَحَدّثـتُه ، ثم قمتُ لِأَنْقَلِبَ ، فقام معي لِيَقْلِبَني ، وكان مسكنُها في دار أسامةَ بنِ زيدٍ ،
فمرَّ رجلان من الأنصار ، فلما رَأَيا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أسرعا في المَشْي ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : “على رسلِكُما ، إنها صفيةُ بنتُ حُيَيٍّ” ، فقالا : سبحان الله ! يا رسولَ الله ، فقال : “إن الشيطانَ يَجْري من ابنِ آدمَ مجرى الدم ، وإني خفت أن يَقْذِفَ في قلوبكما شراً ـ أو قال شيئاً” .
وفي رواية : أنها جاءت تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان ، فتحدثتْ عنده ساعةً ، ثم قامتْ تَـنْـقَلِبُ ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبُها ، حتى إذا بلغ باب المسجد عند باب أمِّ سَلَمَةَ ، ثم ذكرَهُ بمعناه .
كتاب الحج
باب المواقيت
211- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وَقّتَ لأهل المدينة ذا الحُلَيْفَةِ ، ولأهل الشام الجُحْفَةَ ، ولأهل نجد قَرْنُ المَنازِلِ ، ولأهل اليمن يَلَمْلَمْ ، وقال : “هُنَّ لهُن ، ولمن أتى عليهِن من غيرِ أهلهِن ، ممن أراد الحجَّ أو العمرةَ ، ومن كان دون ذلك ، فَمِنْ حيث أَنْشَأَ ، حتى أهلُ مكةَ مِنْ مكةَ” .
212- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال : “يُهِلّ أهلُ المدينةِ من ذي الحُلَيْفَةِ ، وأهل الشام من الجُحْفَةِ ، وأهل نَجْدٍ من قَرْنٍ” قال عبد الله : وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “ويُهِلُّ أهلُ اليمنِ من يلملم” .
باب ما يَلْبَسُ المحرم من الثياب
213- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن رجلاً قال : يا رسول الله ما يَلْبَسُ المُحْرِمُ من الثياب ؟ قال : “لا يلبس القُمُصَ ، ولا العمائمَ ، ولا السَّراويلات ، ولا البَرَانِسَ ، ولا الخفافَ ، إلا أحدٌ لا يجد نَعْلَيْنِ ، فَلْيلبَسْ الخفين ، وليقطعْهما أسفلَ مِنَ الكعبين ، ولا يلبس من الثياب شيئاً مَسَّهُ زَعْفَرانٌ أو وَرْسٌ” .
وللبخاري : ولا تتنقبُ المرأةُ ، ولا تَلْبَسُ القُفَّازين”.
214- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، قال : سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ بعرفات : “من لم يجد نَعْلَيْنِ فَلْيلبسِ الـخُفَّيْن ، ومن لم يجد إزاراً فَلْيَلْبَسْ سراويل ـ يعني للمُحْرم ـ .
215- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أنَّ تلبيةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمدَ والنعمةَ لك والملك ، لا شريك لك” ، قال : وكان عبدُ الله بنُ عُمَرَ يزيد فيها : لبيك لبيك ، وسَعْدَيْك ، والخير بيَدَيْك ، والرَّغْباءُ إليكَ والعَمَلُ .
216- عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر ، أن تسافر مسيرةَ يومٍ وليلةٍ، ليس معها حُرْمَةٌ” .
وفي لفظ للبخاري : “لا تسافرْ يوماً ولا ليلة ، إلا مع ذي محرم” .
باب الفدية
217- عن عبدِ اللهِ بن مَعْقِل ، قال : “جلست إلى كعب بن عُجْرَةَ ، فسألتُهُ عن الفِدْيَةِ ، فقال : نزلت فِيَّ خاصة ، وهي لكم عامة ، حُمِلْتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والقَمْلُ يَتَنَاثَر على وجهي ، فقال : “ما كنت أرى الوَجَعَ بلغ بك ما أَرَى ـ أو ما كنتُ أرى الجَهْدَ بلغ بك ما أرى ـ أَتَجِدُ شاةً” ، فقلت : لا ، قال : “فصم ثلاثة أيام ، أو أطعم سِتَّةَ مساكينَ ، لكلِّ مسكينٍ نصفُ صاعٍ” .
وفي رواية : فأمرَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يُطْعِمَ فَرَقاً بين سِتَّةِ مساكين ، أو يُهدِيَ شاةً ، أو يصومَ ثلاثةَ أيام .
باب حرمة مكة
218- عن أبي شُرَيْحٍ ـ خُوَيْلِدِ بنِ عمرٍو ـ الخزاعيِّ العدويِّ رضي الله عنه : أنه قال لعَمْرِو بنِ سعيد بن العاص ـ وهو يبعث البعوث إلى مكة ـ : ائْذَنْ لي أيها الأمير أن أحدثك قولاً قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم الغَدَ من يومِ الفتح ، فَسَمِعَتْهُ أُذُنايَ ، وَوَعاه قلبي ، وأبصرَتْهُ عَيْنَايَ ، حين تكلم به : أَنَّه حَمِدَ اللهَ وأثنى عليه ، ثم قال : “إن مكة حَرَّمَها الله تعالى يوم خلق السماوات والأرض ، ولم يُحَرِّمْها الناس ، فلا يَـحِلُّ لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفِك بها دماً ، ولا يَعْضِدَ بها شجرةً ، فإنْ أحدٌ تَرَخَّصَ بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ، فقولوا : إن الله أذن لرسوله ، ولم يأذن لكم ، وإنما أذن لرسوله ساعة من نهار، وقد عادت حُرْمَتُها اليوم كَحُرْمَتِها بالأمسِ، فَلْيُبَلِّغِ الشاهدُ الغائبَ ، فقيل لأبي شُرَيْحٍ : ما قال لك عمرو ؟ قال : أنا أعلم بذلك منك يا أبا شُرَيْح، إن الحرم لا يُعيذُ عاصياً، ولا فاراً بدم، ولا فاراً بِخَرْبَةٍ.
الخَرْبَةُ : بالخاء المُعْجَمَةِ ، والراء المهملة ، قيل : الخيانة ، وقيل : البلية ، وقيل : التهمة ، وأَصْلُها في سرقة الإبل .
قال الشاعر :
وتلك قُرْبى مثلَ أن تُناسبا أنْ تَشْبَهَ الضرائبُ الضرائبا
والخارِبُ اللصُّ يُحِبُّ الخاربا
219- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ يومَ فتحِ مكةَ ـ : “لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهادٌ ونِـيَّةٌ ، وإذا اسْتِنْفِرْتُم فانفِروا” ، وقال يومَ فتحِ مكةَ : “إن هذا البلدَ حَرَّمَهُ الله يومَ خلق السموات والأرض ، فهو حرام بِحُرْمَةِ الله إلى يومِ القيامةِ ، وإنه لمْ يَحِلَّ القتالُ فيه لأحدٍ قبلي ، ولمْ يَحِلَّ لي إلا ساعةً من نهار ، وهي ساعتي هذه ، فهو حرامٌ بحرمةِ اللهِ إلى يومِ القيامةِ ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ ، ولا يُنَفَّر صَيْدُهُ ، ولا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إلا من عَرَّفَها ، ولا يُخْتَلَى خَلاهُ”، فقال العباس : يا رسول الله، إلا الإذْخِرَ ، فإنه لِقَيْنِهِمْ وبُيُوتهم ، فقال : “إلا الإذْخِر” .
القَيْنُ : الحَدَّادُ .
باب ما يجوز قتله
220- عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “خمس من الدواب كلُّهن فاسقٌ ، يُقْتَلْنَ في الحرم ، الغرابُ ، والحِدَأَةُ ، والعقربُ ، والفأرةُ ، والكلبُ العقورُ” .
ولمسلم : “يُقْتَلُ خمسٌ فواسقُ في الحِلِّ والحرم” .
باب دخول مكة وغيره
221- عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح ، وعلى رأسِه المِغْفَرُ ، فلما نزعه ، جاءه رجل ، فقال : ابنُ خَطَلٍ متعلق بأستار الكعبة ، فقال : “اقتلوه” .
222- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة من كَدَاءٍ ، من الـثَّـنِـيّـةِ العُلْيا التي بالـبَطْحاءِ ، وخَرَجَ من الثَّنية السُّفْلى .
223- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : دخلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم البيتَ ، وأسامةُ بنُ زيدٍ ، وبلالٌ ، وعثمانُ بنُ طلحةَ ، فأغلقوا عليهم الباب ، فلما فتحو الباب ، كنتُ أوّلَ مَنْ وَلَجَ ، فلَقيِت بلالاً ، فسألتُه : هل صلى فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، بين العمودَيْن اليمانِـيَـيْن .
224- عن عمر رضي الله عنه ، أنه جاء إلى الحجر الأسود فَقَبَّلَهُ ، وقال : إني لأعلم أنك حَجَرٌ ، لا تَضَرُّ ولا تَنْفَعُ ، ولولا أني رأيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ ما قَبَّلْتُك .
225- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، قال : قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه مكة ، فقال المشركون : إنه يَقْدَمُ عليكم قومٌ قد وَهَنَتهُمْ حُمّى يثرب ، فأمرَهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يَرْمُلوا الأشواطَ الثلاثَةَ ، وأن يمشوا ما بين الركنين ، ولم يمنَعْهُمْ أن يَرْمُلوا الأشواط كلَّها إلا الإبقاءُ عليهم .
226- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يَقْدَمُ مكةَ ، إذا استلم الركنَ الأسودَ ـ أوّلَ ما يطوف ـ يَخـُبُّ ثلاثَةَ أشواطٍ .
227- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، قال : طافَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوداع على بعير ، يَسْتَلمُ الرُّكنَ بمِحْجَن.
المحجن : عصا مَحْنِيَّةُ الرَّأْسِ .
228- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : لم أرَ النبي صلى الله عليه وسلم يستلمُ من البيت ، إلا الركنين اليمانِيَيْنِ .
باب التمتع
229- عن أبي جَمْرَةَ ـ نَصْرِ بنِ عِمْرانَ الضُّبَعيِّ ـ قال : سألتُ ابنَ عباس عن المتعة ؟ فأمرني بها ، وسألته عن الهديِ ؟ فقال : فيه جزور ، أو بقرةٌ ، أو شاةٌ ، أو شِرْكٌ في دَمٍ ، قال : وكأنّ ناساً كرهوها ، فنمت ، فرأيتُ في المنام، وكأن إنساناً ينادي : حج مبرور ، ومُتْعَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ ، فأتيتُ ابنَ عباس رضي الله عنهما فحدثْتُهُ ، فقال : الله أكبر ، سنةُ أبي القاسِمِ صلى الله عليه وسلم .
230- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج وأَهْدَى ، فساق معه الهديَ من ذي الحليفة ، وبَدَأَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأَهَلَّ بالعمرة ، ثم أَهَلّ بالحج ، فتمتع الناس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهل بالعمرة إلى الحج ، فكان مِنَ الناس مَنْ أَهْدَى ، فساق الهَدْيَ من ذي الحليفة ، ومنهم من لم يُهْدِ ، فلما قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مكة ، قال للناس : “من كان منكم أهدى ، فإنه لا يَحِلُّ من شيء حَرُمَ منه ، حتى يَقْضِيَ حجه ، ومن لم يكن منكم أهدى فلْيَطف بالبيت ، وبالصفا والمروة ، ولْيُقَصِّر ولْيَحْلِل، ثم لْيُهِلَّ بالحج ولْيُهْدِ ، فمن لم يجد هدياً ، فلْيصم ثلاثة أيام في الحجِّ وسبعةً إذا رجع إلى أهله” ، فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قَدِمَ مكةَ ، واستلم الركن أوّلَ شيء ، ثم خَبَّ ثلاثةَ أطوافٍ من السَّبْعِ ، ومشى أربعةً ، وركع حين قضى طوافَهُ بالبيتِ عند الـمَقام ركعتين ، ثم سلم فانصرف ، فأتى الصفا ، فطاف بين الصفا والمروةِ سبعةَ أطواف ، ثم لم يَحْلِلْ من شيء حرم منه حتى قضى حجه ، ونحر هَدْيَهُ يومَ النحرِ ، وأفاض فطاف بالبيت ، ثم حَلَّ من كلِّ شيء حَرُمَ منه ، وفعلَ ما فعلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، مَنْ أهدى وساق الهديَ مِنَ الناسِ .
231- عن حفصةَ زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، أنها قالت : يا رسول الله ما شأنُ الناسِ حَلُّوا من العمرةِ ، ولم تَحِلَّ أنت من عمرتك، فقال : “إني لَبَّدْتُ رأسي ، وقَلَّدْتُ هَدْيي ، فلا أَحِلُّ حتى أَنْحَر” .
232- عن عِمْرانَ بنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه ، قال : أُنْزِلَتْ آيةُ المتعةِ في كتاب الله ، ففعلناها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يَنْزِلْ قرآنٌ بُحرْمَتِها ، ولم يَنْهَ عنها حتى مات ، قال رجلٌ برأيه ما شاء .
قال البخاري : يقال : إنه عمرُ .
ولمسلم : نزلت آيةُ المتعةِ ـ يعني : مُتْعَةَ الحجِّ ـ وأَمَرَنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم لم تَنْزل آيةٌ تَنْسَخُ آيةَ متعةِ الحجِّ ، ولم يَنْهَ عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات ، ولهما بمعناه .
باب الهدي
233- عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : فَتَلْتُ قلائد هَدْيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، ثم أَشْعَرَها ، وقَلَّدَها ـ أو قَلَّدْتُها ـ ثم بعث بها إلى البيت ، وأقام بالمدينة ، فما حَرُمَ عليه شيءٌ كان له حِلّاً .
234- عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : أَهدى النبيُّ صلى الله عليه وسلم مرةً غنماً .
235- عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يَسُوق بَدَنَةً ، فقال : “اركبها” ، قال : إنها بَدَنَة ، قال : “اركبها” ، فَرَأَيْتُه راكِبَها يُسايِرُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، والنعل في عنقها .
وفي لفظ : قال ـ في الثانية أو الثالثة ـ : “اركبها ويلك ، أو ويحك” .
236- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : أمرني النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن أقومَ على بُدْنِهِ ، وأن أتصدق بلحمِها ، وجلودِها ، وأجـِلـَّتِها ، وأن لا أُعْطِيَ الجزار منها شيئاً ، وقال : “نحن نعطيه من عندنا” .
237- عن زياد بن جُبير ، قال : رأيتُ ابنَ عمرَ قد أتى على رجلٍ قد أناخ بَدَنَتَهُ ينحرُها ، فقال : ابعثها قِياماً مُقَيّدَةً ، سُنَّةَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم .
باب الغُسْل للمُحْرِم
238- عن عبد الله بن حُنَيْن ، أن عبدَ اللهِ بنَ عباسٍ رضي الله عنهما والمِسْوَرَ بنَ مَخْرَمَةَ رضي الله عنه ، اختلفا بالأَبْوَاءِ ، فقال ابن عباس : يَغْسِلُ المُحْرمُ رأسَه ، وقال المسور : لا يغسل المحرم رأسَه ، قال : فأرسلني ابن عباس إلى أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ، فوجدتُه يغتسل بين القَرْنَيْنِ ، وهو يستتر بثوب ، فسلمتُ عليه ، فقال : من هذا ، فقلت :أنا عبدُ الله بن حُنين ، أرسلَني إليك ابنُ عباس ، يسألُك كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَغْسِلُ رأسَه وهو مُحْرِم ؟ فوضع أبو أيوب يده على الثوب فطَأْطَأْهُ حتى بدا لي رأسُهُ ، ثم قال لإنسان يصب عليه الماء : اصبُبْ، فصب على رأسِه ، ثم حَرّكَ رأسَه بيديْهِ ، فأقبل بهما وأدبر ، ثم قال : هكذا رأيْتُه صلى الله عليه وسلم يفعلُ .
وفي رواية : فقال المِسْوَرُ لابن عباس : لا أماريك بعدها أبداً .
باب فَسْخُ الحجِّ إلى العمرة
239- عن جابرٍ رضي الله عنه ، قال : أَهَلّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه بالحجِ وليس مع أحدٍ منهم هديٌ غيرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وطلحةَ ، وقَدِمَ عليٌ من اليمنِ فقال : أهللتُ بما أَهَلّ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، فأمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه أن يجعلوها عمرةً ، فيَطُوفوا ثم يُقَصّروا ويُحِلّوا ، إلا من كان معه الهدي ، فقالوا : نَنْطلق إلى منىً ، وذَكَرُ أَحَدِنا يَقْطُرُ ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : “لو استقبلت من أمري ما استدبرتُ ما أهديتُ ، ولولا أنَّ معيَ الهديَ لأحللتُ” ، وحاضت عائشةُ ، فَنَسَكَتِ المناسك كلَّها غيرَ أنها لم تَطُفْ بالبيت ، فلما طَهُرَتْ طافت بالبيت ، قالت : يا رسول الله ، تنطلقون بحج وعمرة ، وأنطلق بحج ، فأمرَ عبدَ الرحمن بنَ أبي بكر ، أن يخرج معها إلى التَّـنْعِيمِ ، فاعتمرت بعد الحج .
240- عن جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما ، قال قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن نقول : لبيك بالحج ، فأَمَرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلناها عُمْرَةً .
241- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، قال : قدم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه صبيحةَ رابعةٍ من ذي الحجة مُهِلِّين بالحج ، فَأَمَرَهُمْ أن يجعلوها عُمْرَةً ، فقالوا : يا رسولَ الله ، أيُّ الحِلِّ ، قال : “الحِلّ كُلُّهُ” .
242- عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما ، قال : سُئِل أسامةُ بنُ زيدٍ ـ وأنا جالس ـ كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في حجة الوداع حين دَفَعَ ، قال : كان يسير العـَنَقَ ، فإذا وجد فجوةً نَصَّ .
العَنَقُ : انْبِساطُ السَّيْرِ ، والنَّصُّ : فوقَ ذلك .
243- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى عليه وسلم وقف في حجة الوداع ، فجعلوا يسألونه ، فقال رجل : لم أَشْعُر فحلقت قبل أن أَذْبَحَ ، قال : “اذبح ولا حرج” ، فجاء آخر : فقال : لم أشعر فنحرت قبل أن أرمِـيَ ، فقال : “ارم ولا حرج” ، فما سُئِل يومئذ عن شيء قُدِّمَ ولا أُخِّرَ ، إلا قال : “افعل ولا حَرَجَ” .
244- عن عبدِ الرحمن بن يزيدَ النَّخَعِيِّ ، أنه حج مع ابن مسعود رضي الله عنه ، فرآه يرمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات ، فجعل البيت عن يساره ، ومنىً عن يمينه ، ثم قال : هذا مَقامُ الذي أنزلت عليه سورة البَقَرَةِ صلى الله عليه وسلم .
245- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “اللهم ارحم المحلقين” ، قالوا : والمقصرين يا رسول الله ، قال : “اللهم ارحم المحلقين” قالوا : والمقصرين يا رسول الله ، قال : “والمقصرين” .
246- عن عائشة رضي الله عنها ، قالت حججنا مع النبي صلى الله عليه ، فأفضنا يوم النحر ، فحاضت صفيةُ ، فأراد النبيُّ صلى الله عليه وسلم منها ما يريدُ الرجلُ من أهلِه ، فقلتُ : يا رسولَ الله إنها حائضٌ ، فقال : “أحابِسَتُنا هي” ، قالوا : يا رسول الله إنها قد أفاضت يوم النحر ، قال : “اخْرُجُوا” .
وفي لفظ : قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : “عَقْرَى حَلْقَى ، أطافت يوم النحر” ، قيل : نعم ، قال : “فانفِرِي” .
247- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، قال : أُمِرَ الناس أن يكون آخر عَهْدِهِمْ بالبيت ، إلا أنه خُفِّفَ عن المرأةِ الحائضِ .
248- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : استأذن العباسُ بنُ عبدِ المطلب ، رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يـبيت بمكة ليالِـيَ منىً ، من أجل سقايَتِهِ ، فأَذِنَ لَهُ .
249- وعنه رضي الله عنهما ، قال : جَمَعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء بجَمْعٍ ، كلَّ واحدة منهما بإقامة ، ولم يُسَبِّح بينهما ، ولا على إثْرِ واحدةٍ منهما .
باب المحرم يأكل من صيد الحلال
250- عن أبي قَتَادَةَ الأنصاريِّ رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حاجاً ، فخرجوا معه ، فَصَرَفَ طائفةً منهم ـ فيهم أبو قَتَادَةَ ـ وقال : “خذوا ساحِلَ البحرِ ، حتى نلتقي” ، فأخذوا ساحل البحر ، فلما انصرفوا أحرموا كلُّهُم ، إلا أبا قتادةَ لم يُحْرم ، فبينما هم يسيرون إذ رأَوا حُمُر وحْش ، فَحَمَل أبو قَتَادَةَ على الحُمُر ، فعقر منها أتَانَاً ، فنزلنا فأكلنا من لحمِها ، ثم قلنا : أنأكلُ لحمَ صَيْدٍ ، ونحن محرمون ؟ فَحَمَلْنا ما بَقِيَ من لحِمها ، فأَدْرَكْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فسألناه عن ذلك ، قال : “منكم أحدٌ أَمَرَهُ أن يَحْمِلَ عليها ، أو أشار إليها” ؟ قالوا : لا ، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : “فكلوا ما بَقِـيَ من لحـمِها” .
وفي رواية : “هل معكم منه شيء ؟ فقلت : نعم ، فناوَلْتُه العَضُدَ ، فأَكَلَها .
251- عن الصَّعْب بن جَثّامَةَ اللَّيْثِيِّ رضي الله عنه ، أنه أهدى إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم حماراً وَحْشِيّاً ، وهو بالأبْواءِ ـ أو بوَدَّانَ ـ فرَدَّه عليه ، فلما رأى ما في وجهه ، قال : “إنا لم نَـرُدَّهُ عليك إلا أنّا حُرُمٌ” .
الإسلامية | 17 أكتوبر، 2020