السياسة ليست لعبة كرة القدم،و حماس ليست هي فريق الأرجنتين

السياسة ليست لعبة كرة القدم، السيسي ليس هو ميسي، ومنظمة حماس ليست هي فريق الأرجنتين. فريق البارصا ليس هو مجاهدي طالبان….الأزمات السياسية ليست فرجة لتشجيع فريق ضد فريق…الكثير منا لم يبرحوا أمكنتهم من أمام التلفزة ،ولا زالوا يتفرجون على الأحداث في العالم بما فيها الحروب بنفس المنطق الذي كانوا يشاهدون به مباريات كرة القدم بالبرازيل…مأساة أن تشاهد مآسي يتفرجون على مآسي…فوق كراسي من البلاستيك الرخيص….الحرب ليست هي مقابلة يسجل فيها فريق إصابة أو إصابتين ويخرج منتصرا…الحرب ليست ربح أو خسارة لحظية بالتفكير الطفولي الساذج…الحرب أكبر وأبشع من ذلك بكثير..الحرب ويلات ومصائب دول ومجتمعات لا تنسى جراحها لعقود من الزمن، لعشرات القرون…. ولكي نتحمس لهذا “الفريق أو الآخر” يجب أن تتوفر لدينا على الأقل ما يكفي من معلومات تاريخية وجغرافية ،،،،وبدون معلومات عن تاريخ وجغرافية وثقافة أطراف النزاع نبقى ندندن في الفراغ…قد نصبح مجرد أغبياء يسوقنا هذا ويتكلم بألسنتنا الآخر…يلعب بأذمغتنا إلى حد الوله وفي نشوة الجنون نتوهم أننا نحن الذين اتخدنا قرارات كبيرة، للاسف نتحمس لها بقلوبنا وعواطفنا الطفولية…بأحاسيس هوجاء تتأرجح بين العشق والكراهية.… ليبقى الصراخ وترديد الشعارات سهل لا يبدو انه يشكل خطورة لنا، كوننا بعيدين عن ألسنة لهب النيران وقصف الصواريخ……وربما قد يأخد بعضهم الأمور كنشاط اجتماعي يلتقي فيه بالأصدقاء…لكي ينسى مرارة الروتين القاتل….ويصرخ ويندفع بحرارة يجهل مصدرها، ويردد هتافات لا يدري معانيها………..والجهل الابسيمولوجي المزروع في الخلايا الدماغية ينزع الخوف للحظات ويغدي الأوهام…أوهام وعواطف فارغة من أي محتوى واقعي…لا ترتبط بزمان أو مكان…جنون في جنون …أحلام البؤس واليأس تقرع طبول النصر في رؤوس بؤساء حاملين بفخر صناديق قمامة…لارشيفات احداث لم تعد تتسع في سجلات التاريخ..
تحرير : حيزون الحسن