ذ.هدوبة يكتب : سال شعرا لما انكسر

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

لم يكن يهاب الغيوم والضباب ولا زخات المطر
لم يكن يخشى صمت الزمان ولا مكر القدر
كان يهوى نسائم الصباح وعطر الورد والزهر
كان شامخا كقصائده عاليا كالسحاب ومنيرا كالقمر
كان يانعا كصباح الربيع كالندى على ورق الشجر
فجأة احترق صوته في المسامع أنينا وانصهر
وتوارى همسه كالصدى بين الفراغات واندثر
وتجمدت في حلقه حروفه وتصلبت قاسية كالحجر
استعجل الرحيل أمام الجموع فما استأذن وما انتظر
أكاد أرى لخطو أشعارك في الأحياء والدروب أثر
وتكاد تطاوين البيضاء تعشوشب بها وتزهر
أنت لم تمت أنت فيها كطعم الشاي الأخضر
كرائحة المسك الأبيض ليلة العيد كطيب العنبر
كقوس قزح كانعكاس زرقة السماء على وجه البحر
إيه أيتها الأقدار أما تخطئين خيار البشر؟
خبط عشواء فما تبقي منهم عزيز وتذر
هناك لا تزال قصائدك شامخة كالنخيل هادئة كالسحر
تراود مسامع عشاقها وترفض الغياب وترفض السفر
ستشتاقك الأسماع يحنو إلى محياك البصر
فسلام عليك يا قلما سال شعرا لما انكسر

ذ.منير هدوبة / مملكة بريس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.