ما علاقة بعض منتخبي التجمع الوطني للأحرار باعتقال الصحافي القاسيمي

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

بدأت تظهر الحقيقة الغائبة او الحقيقة التي يراد تغييبها، وبدأت الخيوط تنكشف حول اعتقال الصحافي محمد القاسيمي مدير الموقع الالكتروني علاش تيفي ، إذ أن أول خيط هو المتعلق ببعض منتخبي حزب التجمع الوطني للأحرار ، وهو خيط اساسي يُمَكِّن من استنتاج أن القضية فيها ما فيها ، تلزم كل من له ضمير حي أن يبحث في تفاصيلها لانتشال شاب في زهرة عمره من قبضة ظلم قاس ومؤلم .

كان الصحافي محمد القاسيمي وكغيره من الصحافيين المتسلحين بالحس النقدي ، ينجز موادا إعلامية تنتقد حزب التجمع الوطني للاحرار ، واحيانا بحدة ، بعيدا عن كل ما يخالف القانون وأخلاقيات المهنة ،من سب او قذف أو تشهير ، وبسبب الازعاج الذي كان يسببه لبعض الاشخاص ممن يُعتبرون من أصحاب المال والأعمال المنتمين للحزب ذاته ، خلق القاسيمي لنفسه متاعب وفتح عليه ابواب الأحقاد من طرف بعض الاشخاص الذين كانوا يتحينون الفرصة لإسكاته بشتى الطرق والوسائل .

هذه التفاصيل السالفة الذكر ستجعلنا نستنتج استنتجات بعد وضعنا لعدة تساؤلات ، هل هي صدفة أن يترشح للاستحقاقات الحالية باسم حزب التجمع الوطني للأحرار كل من له علاقة بملف القاسيمي من مشتك ومصرحين ؟ وهل هي صدفة أيضا أن يترشح من كانوا يدعون الزمالة والصداقة المقربة للصحافي القاسيمي ، بنفس اللون السياسي ؟

بطبيعة الحال كل شخص له الحق في الترشح بأي لون سياسي يجد نفسه فيه ، ومن حقنا أيضا أن نتساءل في هذا الإطار بالأسئلة السالفة ، الباحثة عن أجوبة شافية وكافية ، أما الإستنتاج فهو واضح دون توجيه أصابع الاتهام لأي شخص ، ولكن دورنا المهني هو تجميع المعطيات وصناعة مادة إعلامية لنجعل منها خيطا رفيعا يوصل إلى الحقيقة ، حقيقة من دبر ، ومن فبرك ، ومن ساعد في كتابة السيناريو ، وحتى من قام او قاموا بالتمثيل من أجل صناعة مشهد مأساوي انتهى باعتقال شاب في ريعان شبابه .

وإذا كان محمد القاسيمي استغل مهنته من أجل الابتزاز كما تم ترويج ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي في إطار تشويه السمعة ، فأين هي تلك الأموال التي كان يتلقاها نظير مزاعم الابتزاز التي تم ترويجه عنه ؟ أليس المنطق هو أن تكون بحوزته الآن ملايين السنتيمات تركها وراءه ليصرفها والديه وأخواته ؟

إن الحقيقة التي يجب ان يعلمها الرأي العام وكل مسؤول له ضمير حي ، أن عائلة القاسيمي تعاني الفاقة حاليا فهو من كان يشتغل ويساعد والده ووالدته على اعباء الحياة ، ونحن هنا لسنا في وارد ذكر الخصال الحميدة للشاب القاسيمي كما يعرفها عنه كل من عاشره ، ولن نوجه أصابع الاتهام للقضاء لأن هذا الجهاز في النهاية يحكم بما لديه من أوراق في الملف ، بل نحن الآن نكتب من أجل أن يتحرك كل من له ضمير ، للبحث والتحري من أجل رفع الظلم ليس فقط على محمد القاسيمي بل على العائلة بأكملها التي عانت ومازالت تعاني التبعات النفسية والمادية وإلى اليوم .

مهما طالت سنوات السجن ستنتهي ، وسيخرج القاسيمي سواء بعد قضائه المدة كاملة أو بعد ما يشمله العفو الملكي ، لكن ، هل سينعم براحة الضمير كل من شارك في هذا المسلسل الدرامي ؟ من الأكيد أن عذاب الضمير أقسى وافظع من ويلات السجون ، فالليل وإن طال لا بد للنهار أن يأتي ولا بد للحقيقة ان تظهر .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.