معرض “إفريقيا بعيون مصوريها” يحوّل الرباط إلى “رئة للثقافة الإفريقية”

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

فاطمة الطاوي
تعزيزا لسياسة انفتاح المغرب على جواره الإفريقي، وتقوية علاقات الشراكة بينه وبين شركائه الأفارقة، على الصعيد السياسي والاقتصادي، يساهم متحف محمد السادس للفن المعاصر بدوره في هذا المسار، عن طريق الدبلوماسية الثقافية، بفتحه أبوابه لأربعة وعشرين فنانا من مختلف دول القارة، لعرض أعمالهم الفنية ضمن معرض “إفريقيا بعيون مصوريها: من سيديبي إلى اليوم”.
ويجسد معرض “إفريقيا بعيون مصوريها” القارة الإفريقية “في كل حالاتها”، إذ يعالج الفنانون الفوتوغرافيون المنتمون إلى ثلاثة عشر بلدا، من خلال لوحاتهم التي تزيّن قاعات العرْض بمتحف محمد السادس للفن المعاصر، ابتداء من اليوم الإثنين، موضوعات مختلفة، ضمنها ما هو سياسي واجتماعي وثقافي، معَ ميْل واضح إلى إبراز “البهجة الإفريقية”، رغم كل التحديات والصعوبات التي تعاني منها القارة.
ويضمّ المعرض الذي جرى افتتاحه، رسميا، اليوم الإثنين، وبدأ يتوافد عليه زوار من البعثات الدبلوماسية الإفريقية بالمغرب، على أن تُتاح زيارته للعموم ابتداء من يوم غد الثلاثاء، (يضم) أعمال فنانين فوتوغرافيين معروفين، في مقدمتهم مالك سيديبي، المتحدر من دولة مالي، وهو أحد المصوّرين الرواد في الحداثة الإفريقية منذ الستينيات.
في القاعة المخصصة لعرض الأعمال الفنية لسيديبي ينتصب سؤال “كيف تُصنع الهوية؟”، وهو السؤال الذي كان يطرحه الفنان الفوتوغرافي المالي عندما كان يلتقط صورا للمجتمع الإفريقي. وبين الصور المعروضة ثمّة ذواتٌ من العمق الإفريقي ينبثق من وضعياتها الطموح والرغبة في العيش والتحرر.
“تنظيم معرض فني كبير يشارك فيه أربعة وعشرون فنانان فوتوغرافيا من القارة الإفريقية هو أيضا تجسيد للطريقة الجيدة التي دبّر بها المغرب جائحة فيروس كورونا، بشكل عام، والمجال الثقافي بشكل خاص، إذ استمرت المتاحف في فتح أبوابها أمام الزوار، في إطار احترام الإجراءات الصحية الواجبة، وافتتاح متاحف كبرى جديدة، في طنجة ومراكش”، يقول مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، معتبرا أن المغرب يدبّر بشكل جيد مجال الثقافة والمتاحف.
وأبرز قطبي أن المغرب والعاصمة الرباط تحديدا، حيث يُنظم “إفريقيا بعيون مصوريها”، سيكون “الرئة الثقافية للقارة الإفريقية”، إذ تمتّ تهيئة متحف إفريقيا جوار متحف محمد السادس للفن المعاصر، في خطوة قال إنها لم تكن صدفة، “بل لتأكيد أننا جزء من هذه القارة”، مبرزا أن المغرب والملك محمدا السادس يتمتعان بشعبية كبيرة في إفريقيا.
وتحظى المعارض التي يحتضنها متحف محمد السادس للفن المعاصر بإقبال لافت من طرف الزوار، إذ بلغ عدد الذين زاروا معرض “دولاكروا” 22 ألف زائر، وهو ما اعتبره قطبي في تصريح لهسبريس أمرا ذا أهمية كبيرة، خاصة أن المعرض نُظم خلال فترة جائحة فيروس كورونا.
من جهته قال عبد العزيز الإدريسي، مدير متحف محمد السادس للفن المعاصر، إنّ الفنانين الفوتوغرافيين المشاركين في معرض “إفريقيا بعيون مصوريها” يقدمون أعمالهم الفنية في قالَب فني راقٍ، يجسّد التطور الذي يشهده فنّ التصوير الإفريقي، الذي تعدّى إشعاعه حدود القارة الإفريقية نحو العالمية بفضل المبدعين الذين لديهم صِيت دولي في هذا المجال.
فاطمة الطاوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.