نجيبة بوجان
تعاني المرأة القروية بجماعة بوروس من عدة مشاكل بعضها مرتبط بالوسط القروي الذي تعيش فيه وبعضها مرتبط بحرمانها من الاشتغال نتيجة عزلة هذا الوسط عن مدينة مراكش وبعضها مرتبط بالعادات والتقاليد والأعراف الظالمة .
في جماعة بوروس إقليم الرحامنة لا تزال ذهنية احتقار المرأة والنظر اليها نظرة دونية هي السائدة في التعامل الاجتماعي مع المرأة ، رغم انها هي التي تحمل الأعباء الكبرى والمشاق الصعاب في الحياة بهذه القرية .
إضافة إلى الحرمان من التعليم والهدر المدرسي الذي يسبب في ضياع فرص التعليم خصوصا للفتيات الصغيرات في بوروس، ورغم البرامج الحكومية لتعميم التمدرس ومحاربة التسرب المدرسي في العالم القروي ظلت الظاهرة في تزايد مستمر .
ولا تزال نسب كبيرة من الأسر بجماعة بوروس تعاني من الفقر مما يؤثر بشكل كبير على الفتيات القرويات بالجماعة ويحرمهن من حقوقهن الأساسية في التمدرس وتحصيل قدر من العلوم ومحاربة الأمية ، مما يعزل المرأة القروية البوروسية بشكل كلي عن الاندماج في الحياة الاجتماعية الحديثة في حال انتقالها للمدينة ويفضي ذلك الى النتائج المعروفة للهجرة القروية نحو المدينة .
وتشير الإحصائيات إلى تزايد نسبة الهجرة من القرى الى المدن دون التوفر على مقومات العيش الكريم في المدن التي تهاجر إليها المرأة القروية مع أسرتها مما يجعلها من جديد ضحية في المدينة كما القرية , تهرب من معاناة القرية الى معاناة اشد في المدينة , ويلجأ غالبية النساء القرويات الى العمل في المعامل بأجور هزيلة وفي ظروف قاسية، ينضاف إلى ذلك غياب وسائل النقل التي قد تساعدهم في الذهاب من منازلهم إلى العمل بمراكش ثم الإياب للمبيت بين أحضان أسرهن فيصبحن عرضة للاستغلال ، ويلجأ بعضهن الآخر الى العمل كخادمات في البيوت .
المنظمات الحقوقية المهنية بالنساء مدعوة اليوم اكثر من اي وقت مضى الى الاهتمام اكثر بالمرأة القروية وايصال مظلوميتها الى المعنيين والمسؤولين , وتتجاوز التناول النمطي لقصي المرأة التي ظلت حبيسة المطالبة بتحرير المراة من إعطاءها المزيد من الحقوق متناسية معاناة النساء القرويات .