الجزائر تستثمر 260 مليار دولار

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

على إثر بث تقرير بأحد القنوات تلفزيونية الأميركية ، و الذي أظهر قيام ” عبد السلام بوشوارب ” وزير الصناعة والمناجم الجزائري ، برفقة عدد من رجال الأعمال في زيارة إلى أميركا ، وبحث إمكانية استثمار نحو 260 مليار دولار كسندات في الخزينة الأميركية في الفترة من 2015 وحتى عام 2020 في مدينة ” ديترويت ” الصناعية الأميركية ، المفلسة منذ أزمة عام 2008 .

التقرير التلفزيوني ، أثار ضجة بالجزائر ، حيث وجه ” ناصر حمدادوش ” النائب البرلماني الجزائري ، رسالة إلى رئيس الحكومة ، ” عبد المالك سلال ” ، نشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك ” ، تساءل فيها حول حقيقة ومصدر المبلغ المذكور في وسائل الإعلام الأميركية ؟ .

حيث استغرب ” حمدادوش ” ، من إقرار الحكومة بـ ” الأزمة الاقتصادية ” التي تمر بها البلاد على خلفية تهاوي أسعار النفط العالمية ، وتوجهها في نفس الوقت نحو الاستثمار في أميركا بمبالغ ضخمة .

و جاء أيضا في رسالته أن : ” هذا المبلغ يفوق احتياطي الصرف ( النقد ) الجزائري ، في الوقت الذي تعترف الحكومة بالأزمة الخطيرة التي تواجه الجزائر بسبب أزمة النفط ، وتراجع احتياطاتنا ورصيد صندوق ضبط الإيرادات وانهيار قيمة العملة الوطنية ، وتتجه نحو إيقاف مشاريع عمومية وتراجع الإنفاق بنحو 45 في المائة ” .
و لم تتأكد ” مملكة بريس ” من دقة الأرقام الواردة على لسان البرلماني الجزائري ، خاصة وأن احتياطي الجزائر من النقد الأجنبي يدور حول 151 مليار دولار حسب أحدث ارقام رسمية .

و من جهة أخرى ، فقد ظهر وزير الصناعة الجزائري في تقرير بثته قناة أميركية إلى جانب مسؤولين أميركيين ، منهم عمدة ديترويت ، يدلي بتصريحات ، حول استثمار 260 مليار دولار من الأموال الجزائرية لإنقاذ مدينتهم .

هذا ، و تواجه الجزائر أزمة مالية خانقة بسبب تهاوي أسعار النفط العالمية ، وهو ما أجبر الحكومة على اتخاذ سلسلة تدابير تقشفية مسّت وقف عقود الموظفين غير الدائمين في المؤسسات والإدارات الحكومية ، وخفض الإنفاق وإلغاء أنشطة واحتفاليات ومشاريع تتصل بالبنية التحتية .

و تتوقع الجزائر أن يصل عجز ميزانيتها في العام المقبل إلى 24.5 مليار دولار ، في ظل توقعات بتراجع إيراداتها من الطاقة إلى 26.4 مليار دولار ، مقابل ارتفاع فاتورة الواردات إلى 54.7 مليار دولار .

حيث تمثل عائدات النفط 30 % من الناتج المحلي الإجمالي ، و 95 % من إجمالي عائدات الصادرات الجزائرية ، و 60 % من إيرادات الموازنة .

و تعتمد الجزائر على عائدات النفط لتمويل خططها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وفقاً لبيانات سابقة صادرة عن صندوق النقد الدولي .

الجدير بالذكر ، فقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقادات والسخرية الموجهة للحكومة من نشطاء جزائريون ، تعليقاً على الاستثمار في ” ديترويت ” الأميركية ، في ظل ما تمر به البلاد من أزمات اقتصادية . وفي حين سخر ناشطون من توجه الجزائر نحو مساعدة مدينة أميركية في ظل معاناة المواطنين من الفقر في البلاد ، بالإضافة إلى مشاكل السكن والبطالة التي يعاني منها الشباب ، طالب آخرون بمساءلة رئيس الحكومة حول الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام الأميركية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.