زوابع عربية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ” وكثيرا ما ينتابني خوف شديد، وقلق مرير من هذا الحديث النبوي والأكثر من ذلك يزداد خوفي حينما ألاحظ غير ما مرة انطباق الحديث على حياتنا اليومية… والذي جعلني أتذكر هذا الحديث هذه الأيام ما تعيشه الدول العربية خلال الخمس السنوات الماضية من ربيع عربي عند البعض وخريف عربي عند آخرين ..
ومن المهم توصيف مناخ التغيرات السياسية والاجتماعية.. التي غلبت عليها ما أبرقته لنا سماء الأقمار الاصطناعية من بروق المعلومات التي شكلت عقولنا وأنفسنا وأرواحنا وأهواءانا كما يريدها المردة المتخفين في قصورهم العالمية والشياطين المتخنسين في إعلامهم حتى صرنا لا نأبه للدماء التي تراق يوميا وفي كل دقيقة بل وفي كل ثانية.. ومهما سكتنا عن دماء المقدسيين منذ القرن الماضي فقد بدأ خذلاننا في سائر فلسطين ثم في الجولان وسيناء ثم في أفغانستان ثم في البوسنة والهرسك ثم في العراق ولم تتوقف الدماء ولم نتوقف للدفاع عن أي قضية للمسلمين بطرق سلمية فعالة وبتضامن انساني حقيقي ..
وبعدما هبت رياح التغيير على العالم العربي لتنهض أمتنا من سباتها العميق فتتقدم كما تقدم غيرها وتتطور كما تطور الأمم من قبلها خلق لنا خصوم التغيير جميع الظروف لتعصف بينا عواصف الأعداء وتدمرنا زوابع الحاقدين وتغرقنا أعاصير الحاسدين.. فتفجرت الحقائق عن الفساد والاستبداد الذي عشش في عقولنا وأنفسنا وكلما حاول القليل منا اسئصال جزء منه أخذنا على يده ومنعناه خوفا مما هو أشد علينا.. وبينما نحن كذلك انقلب أولوا البأس على إرادتنا وتواطأ المتلونون على إفساد طموحنا وسفك الظالمون دماءنا وانتقص الأفاكون من أعراضنا …
وكلما ازدادت الدماء التي تراق في العراق وفلسطين وسوريا ومصر واليمن وليبيا كلما أحسست أن حرمات المسلمين ستنتهك ومادام أي مسلم منا يخذل المسلمين في تلك الدول ولو بتعاطف قلبي وتضامن انساني فليستعد لأن يلقى الخذلان المرير، و ما أرجوه أن يعيذنا الله من شر الفتن وأن يعصمنا من التصفيق للظالمين ويجعلنا في صف الحق ويوفقنا للدفاع عن كل مظلوم والانتصار له وأن يجنبنا عدم خذلان المسلمين أينما كانوا بقولنا أو عملنا ….
بلكرينة عبد اللطيف