نصف لغات العالم مهدّدة بالاندثار..

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

وكالات

تزامناً مع إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 دجنبر 2016، عام 2019 سنةً دوليةً للغات الشعوب الأصلية، تحذّر تقارير أممية من خطر اندثار أكثر من 3 آلاف لغةٍ معروفةٍ في العالم، مع نهاية القرن الواحد والعشرين بسبب تراجع عدد المتحدثين بها.

وفي شهر أبريل 2015، حذّرت منظمة اليونسكو من أن نصف لغات العالم ستختفي بنهاية القرن الحالي، وأن حوالي ألفين من سبعة آلاف لغةٍ رسميةٍ يتحدث بها شعوب العالم، سيكون عدد المتحدثين بها ألف شخصٍ فقط أو أقل.

ونتيجة لذلك بحسب المنظمة الأممية، فإن بعض اللغات التي يجري التحدث بها فى غابات الأمازون الممطرة، والصحراء الأفريقية الكبرى وأستراليا وأوقيانوسيا وجنوب شرق آسيا ستختفي.

اليونسكو تضع 5 معايير

واستخدمت اليونسكو في تحديدها للغات المهددة بالاندثار خمسة معايير، أولها أن تكون لغة معرضة للخطر، وهي التي يتحدث بها معظم الأطفال لكن ضمن نطاقٍ ضيّقٍ كأن يتعاملوا بها في حدود البيت مثلاً، وثانيها أن تكون لغةً مهدّدةً بالانقراض فعلا، وهي تلك التي لم يعد الأطفال يتعلمونها في المنزل رغم أنها لغتهم الأم، وثالثها أن تكون لغةً معرّضةً للانقراض بشدة، وهي التي يتحدث بها الأجداد والأجيال القديمة، ومع أن جيل الأبوين قد يفهمها فإنهما لا يتحدثان بها مع أطفالهما أو فيما بينهما.

 

وبحسب المنظمة الأممية، فإن رابع المعايير أن تكون اللغة معرّضةً للانقراض بشكل كبيرٍ، وهي عندما يكون أصغر المتحدثين بها هم الأجداد وكبار السن لكن حديثهم بها يكون في أوقاتٍ وجيزةٍ أو نادراً ما يتحدثون بها، وخامساً أن تكون لغةً مندثرةً، وهي التي لم يعد يتحدث بها أحد.

وتعتبر اللغة واحدةً من بين أبرز القدرات التي يمتازُ بها البشر، وهي عبارة عن نظام معقد تدخلُ في استخدامه الكثير من الوظائف الحركية والذاكرة، لذلك قام الإنسان باستخدامها منذ البداية في التعبير عن نفسه والانخراط بالجماعات الأخرى والاشتراك في ثقافاتهم.

وفي منطقتنا العربية، تعدّ لغة “نفوسي”، وهي لغة “آفرو آسيوية” يتحدث بها نحو 240 ألف شخص في ليبيا وأساساً أهالي جبال نفوسة في شمال غربي البلاد، إحدى اللّغات المهدّدة بالاندثار، كما يعود آخر ظهور لمخطوطةٍ نفوسية قديمة إلى القرن الـ12 قبل الميلاد.

أما في العالم، تعتبر كندا من بين الدول الأكثر عرضة لخطر انقراض لغات سكانها الأصليين التي يبلغ عددها 70 لغةً، على غرار لغة “الهايدا” في “بريتيش كولومبيا” و لغة “الأبيناكي” في “كيبيك”، كما حذّر تقرير لوزارة التراث الكندية، من أن ثلاث لغات أصلية فقط ستبقى في البلاد إذا لم يُتخذ أي إجراء ملموس لحمايتها.

وستقدم الحكومة الكندية قريبا مشروع قانون لحماية وتنشيط لغات السكان الأصليين، تمت صياغته بالتشاور مع “الإنويت” و”الخلاصيين” و”الأمم الأولى”، كما تعهدت حكومة “جوستان ترودو” باعتماد المشروع في صيف عام 2019.

إجراءات لحماية اللغات من الاندثار

وليست كندا الدولة الأولى في العالم التي تقوم باتخاذ إجراءات لحماية لغاتها الأصلية من الاندثار، فقد سبقتها أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأخرى.

واللغات المهددة بالانقراض في أوروبا والأمريكيتين كثيرة، من بينها السامي الشمالية في فنلندا والنرويج والسويد وروسيا، واللومباردي في إيطاليا وسويسرا، والليمبورجياني في هولندا وألمانيا، والغالية في إيرلندا، والكورنيش في إنجلترا، والباسكية في فرنسا وإسبانيا وغيرها.

وفي الأمريكيتين شملت القائمة لغتي الشوكتاو وأوجيبوي بالولايات المتحدة، والويتشي في الأرجنتين وبوليفيا، والكويشوا في بوليفيا وبيرو، والغواراني في بارغواي والأرجنتين والبرازيل، كما أن هناك لغة ويراجوري في أستراليا التي لا يتحدث بها سوى ثلاثين شخصا فقط، وفي الهند وباكستان لغة البالتي.

وفي شهر ديسمبر 2015، قررت السلطات الأسترالية تدريس لغات السكان الأصليين لولاية “نيو ساوث ويلز” لتلاميذ المدارس على مدى 12 عاما حتى نهاية المرحلة الثانوية.

وتوجد 35 لهجةً يتحدث بها السكان الأصليون في الولاية، ويتم تدريس 19 لهجةٍ منها في 61 مدرسةٍ، في وقت كان يوجد ما يقدر بنحو 750 لهجةٍ محليّةٍ مميزةٍ للسكان الأصليين عند بداية وصول المستوطنين الأوروبيين إلى أستراليا أواخر القرن الـ18، لكن لا تزال أقل من 150 لهجةٍ محليةٍ حيّةً، تتعرض جميعها لخطر الاندثار باستثناء عشرين منها.

 

بدورها، تحاول وزارة التعليم الأمريكية تعزيز حضور اللغات الأصلية في البلاد، من خلال تعليم أبناء هذه اللغات قواعدها في المدارس المنتشرة في تجمعاتهم الكبرى.

وبحسب مجلة “باسيفيك ستاندرد”، فإنّ الأطفال المنحدرين من الأمريكيين الأصليين يتعلمون اللغة الإنجليزية في عصرنا الحالي كلغة أم منذ وجودهم في المنزل، بينما يتراجع حضور اللغات الأصلية في حياتهم اليومية جيلاً بعد جيلٍ ما يهدّد باندثارها.

وفي 19 من مارس 2018، صوّت مجلس النواب في ولاية ألاسكا لصالح مشروع قانون يدعو حاكم الولاية إلى إعلان حالة الطوارئ بخصوص اللغات الأصلية التي تتجه إلى الاندثار، كما طلب الممثلون عن السكان أن تقدم الولاية مواردها من أجل المساعدة في الحفاظ على لغات ألاسكا العشرين الأصلية.

%33 من اللغات مهددة بالانقراض

وبحسب موقع “إثنولوج” المتخصّص بدراسة اللغات وإحصاء أعداد المتحدثين بها، يتكلم أكثر من نصف سكّان العالم بثلاثة وعشرين لغة من نحو 7 آلاف لغة موجودة، ثلثها مهدد بالانقراض بسبب وجود أقل من 1000 شخص يتكلّمون بها حالياً.

وتقول دراسات متخصصة، إن هناك 23 لغة، يتحدث بها 50% من سكان العالم، منها 33% مهددة بالانقراض، بينما هناك 7.2 مليار نسمة، يتحدثون 7097 لغة فى العالم، تتوزّع بين 2301 لغة في آسيا، و286 لغة في أوروبا، و300 لغة في لندن، و800 لغة في نيويورك، و1064 لغة في الأمريكيتين، و1313 لغة في المحيط الهادى، و2138 لغة في أفريقيا، في وقت يتحدث 18% من سكان العالم بلغة الماندرين الصينية.

وعلى الرغم من أن عدد اللغات الرسمية في الأمم المتحدة هو 6 لغات هي الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والروسية والعربية والصينية، فإن هناك بعض اللغات أكثر انتشارا من بعض هذه اللغات الست.

 

وتصنّف بعض الاحصائيات والمصادر قائمة بعشر لغات، بأنها كأكثر انتشارا من حيث عدد المتكلمين بها ونسبتهم من عدد سكان العالم، حيث تحتل اللغة الإنجليزية الصدارة، وينطق بها 25% من سكان العالم، أي نحو 1.8 مليار نسمة، ولغة الماندرين (الصينية) بـ 18% أى مليار نسمة تقريبًا، واللغة الهندية، بـ11.5%.

وجاءت اللغة العربية، التي يتحدث بها 6.6% من سكان العالم في المرتبة الرابعة، فيما يتحدث باللغة الإسبانية، 6.25%، واللغة الروسية، 3.95%، وكذلك اللغة البرتغالية، 3.26%، واللغة البنغالية، 3.19%، واللغة الفرنسية، 3.05%، واللغة الألمانية، 2.77%.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.