نعيمة بويغرومني تكتب…لنرفع أسهم المرأة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

نعيمة بويغرومني

بعيدا عن منطق المزايدات، قريبا جدا من منطق التقييم والتجويد والتساؤل المشروع ، يلاحظ المدقق في الخطاب الإعلامي، بما في ذلك المتاح بغزارة في وسائل التواصل الاجتماعي في ظل هذه الجائحة الكونية كوفيد 19 التي تربعت على رؤوسنا جميعا دون تحيز أو محاباة. ويستشف من يعاين عن كثب المبادرات الاستباقية و المتنوعة التي افرزتها هذه الجائحة كحالة زمنية متفردة بكل المقاييس، أن هناك بروزا لافتا و منطقيا ايضا لوظائف دون وظائف أخرى انتزعت منا فبعة التقدير (الطب.الصيدلة.الجندية مهام النظافة…التعليم )، وتقديما لسلطة على حساب سلطة اخرى (سلطة منخبة)،،،،مما ترافع حوله العديد من السياسيين والمفكرين. وعليه، وفي سياق الحديث عمن واجهوا ومايزالون أعباء اللحظة بشرف ، كونهم يساهمون بلا ملل في ضمان حق الحياة والأمن للآخر هناك فريق آخر بتاء تأنيث متحركة ومناضلة ..و بقبعات مختلفة سياسية وجمعوية ومهنية، يصر باسم ” حب الوطن” أن يصطف في صمت- وبعيدا عن الأضواء الكاشفة- الى فريق التضامن والتآزر. فريق، أثبت صموده واستمرارية الحاجة الملحة اليه رغم التعتيم واللامبالاة ، ذاك هو فريق” بنت بلادي ” ، تلك المرأة المكملة للقلب والحياة والتي تتوتر مع عقارب الساعة وتسابق الوقت لتخلق التوازن المطلوب بين أعباء رتيبة كانت في حكم المألوف ، وبين مهام إضافية خلقها التوقف المفاجئ لوظائف حيوية جدا ، كانت تتقاسم معها جزءا من المسؤولية (الحضانة.المدرسة.المساعدة المنزلية.الطباخة .المعلمة. )مما ضاعف من أعبائها …دون الحديث عن مسؤولياتها المهنية او التنظيمية أو الجمعوية. وبالجملة ، في مقابل الطبيبة والقائدة والاستاذة والصيدلانية وعاملة النظافة…) هناك المرأة المقاولة ، والمرأة المنتخبة والمرأة العاملة في قطاع هش غير مهيك… والفاعلة الجمعوية… وغيرهن من النساء اللواتي واجهن اعباء اللحظة بتفان خاص فخلقن مبادرات رائعة بجرعات إنسانية خالصة.. ولست هنا في محاولة لأحصي النماذج كأدلة على صدق القول، لانها حقا تتأبى على الحصر ، وتستنكف عن التبخيس واللامبالاة وتبتهج لكل محاولة اعتراف وتقدير، بل انا بالمقابل ادعو هنا إلى ترصيد المبادرات المضيئة بصيغة المؤنث والتي تكيفت وتأقلمت مع الجائحة في زمن قياسي في محاولة تثمين وتقدير خاصة بغية استثمارها وتجويدها وتطويرها بعد الجائحة ان شاء الله ،وهي دعوة بالمقابل الى ضرورة المراجعة الشاملة للعديد من مظاهر اللامساواة والعنف والتقزيم والتحقير التي تئن تحت وطأتها بألم وغضب ان اردنا نهضة كاملة لهذا الوطن الغالي. وبكلمة، ألا نحتاج في مغرب اليوم -بعد هذا الحجر الصحي- ونحن نفكر بإمعان ان نعيد ترتيب الوظائف (التعليم والصحة) وأن ندخل عالم الإدارة الرقمية ….. ، أن نعيد صياغة نموذج تنموي يرفع أسهم المرأة ويحفظ حقوقها ويصون كرامتها حتى يصير لعنوان “التمكين لها” معنى واقعي غير حالم ولا مستحيل؟؟!! ام ان عقيرتنا ستظل مبحوحة في هذا الموضوع إلى ماشاء الله؟! :

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.