لهذه الأسباب قال عز وجل ” ولا تقربوا الزنا “

تعاليم ديننا الحنيف التي تربينا عليها جعلتنا نسلم منذ الصغر لفطرتنا التي خلقنا الله عليها ، كما أننا و بموجب دستورنا كمسلمين ، نؤمن بما جاء فيه ، ففي كتاب الله تعالى ” القرآن الكريم ” ، هناك آيات بينات عبارة عن أحكام و آخرى عبارة عن وعظ ، و ذكر ، و تنبيه ، و قصص ، فنعمل بفحواها دون أي تساءل ليقيننا التام بأن خالق الأكوان على علم بكل شيء ، فما منع شيء إلا لحكمة و ما امر بالقيام بشيء إلا لحكمة ، و من بين تلك الآيات ، ما جاء في الآية 30 من سورة النور ، حينما قال جل من قائل بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) .
و تبين الآية أن الله تعالى ، يوصي المؤمنين بغض الأبصار و حفظ الفروج ، تحصنا من الوقوع في الفاحشة ، مصداقا لقوله صل الله عليه وسلم : ( لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ) . [ رواه ابن ماجه ].

وهذا الحديث يعني أن الفاحشة أي ” الزنا ” وما شابهه من شذوذ جنسي إذا ما تفشّى في قوم وانتشر وأعلنوا به ، فلا بدّ أن تنتشر الأمراض التي لم تكن معروفة أو مألوفة من قبل ، وهذا ما حدث فعلاً في زماننا هذا .

فصدق الله سبحانه وتعالى عندما حدثنا عن عواقب ” الزنا ” ومساوئه فقال ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً ) سورة الإسراء ، الآية : 32 ، و صدق رسول الله صلّ الله عليه وسلم عندما قال ( و لا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ) . رواه الطبراني .

و من الآيات الكريمة و أحاديث رسولنا الحبيب صل الله عليه و سلم ، نستنتج أن أسباب منع ” الزنا ” ، هو تجنب ظهور الفواحش التي تنتشر معها الأوبئة و الأمراض ، و من أخطر ما ظهر في عصرنا ما يسمى بمرض نقص المناعة المكتسب ( الإيدز ) و الناجم عن المعاشرة الجنسية خارج إطار الزواج ، و كذا ظهور أمراض أخرى كالزهري ، والسيلان ، و الهربس الذي ظهر كوباء جنسي واسع الانتشار ، و تجنبا للأسباب المؤدية لهذا الأمراض ، قال رب الأكوان ” ولا تقربوا الزنا ” .

هذا ، و بحسب الإحصائيات فإن معدل الإصابة بهذا المرض في الولايات المتحدة بلغ أكثر من نصف مليون إصابة .