لماذا انتصر بنكيران وسيبقى منتصرا ؟

لماذا انتصر بنكيران وسيبقى منتصرا ؟
0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

محمد الراجي

هذه محاولة للإجابة ـ من بين الإجابات العديدة ـ عن أسباب انتصار بنكيران بعد محاولة الاعتداء عليه في لقائه التواصلي مع طلبة المدرسة العليا للتسيير بوجدة يوم السبت 05 مارس 2016 من قبل أوباش التحكم والاستبداد. لماذا انتصر بنكيران؟ ولماذا سيبقى منتصرا؟

1) أيقن المغاربة بعد الحادث المدان أن بنكيران رجل دولة ديموقراطي بامتياز وصاحب عقل متواصل ومتحاور يقارع مخالفيه بالحجة والاقناع.

2) إن أكثر ما دفع المغاربة إلى إعطاء النصر لبنكيران ـ وهنا مربط الفرس ـ اكتشافهم ووقوفهم بيقين على العداء الفج الذي تمارسه عليه قوى التحكم والفساد في ساحات الحوار ومؤسسات الدولة والأجهزة والإعلام الرسمي وغير الرسمي.

3) لقد عاش المغاربة سابقا وعلى مر السنين تجارب الأحزاب المعارضة لبنكيران، ولن ينسوا ما ذاقوه من الويلات وما شاهدوه وخبروه من ألوان الاستبداد والتحكم والفساد.

3) قارنوا بين حاضرهم وحاضر غيرهم فأدركوا بأن تجربة بنكيران هي أحسن وأفضل ما عرفه العالم العربي: المغرب في عهده وبعد الحراك العربي مملكة هادئة مستقرة، والخبز فيها رخيص وكل شيء متوفر.

4) مع رئيس الحكومة وبإلحاح منه أصبح الاهتمام لأول مرة في تاريخ المغرب بالمرأة المطلقة المسكينة واليتيم المسكين؛ وهنا الدرس البليغ لدعاة حقوق الانسان وحقوق المرأة لتصحيح مسار اهتماماتهم وتنبيههم إلى مفهوم “الحق” الذي يجب الوصول إليه والعمل من أجل تحقيقه.

5) فئات أخرى وجدت في بنكران لأول مرة في تاريخ المغرب من يدافع عنها ويوليها الاهتمام بالدرجة الأولى، أمام تغوّل الطبقة البورجوازية بزعاماتها السياسية والنقابية، كالطلبة المساكين والمتقاعدين ذوي المعاش الهزيل وأسر الجيش والأمن والقوات المساعدة وكل الفئات الفقيرة والهشة.

6) يتمتع المواطنون في ظل حكومة بنكيران بحرية غير مألوفة وغير مسبوقة في التعبير إلى درجة ترحيبه بالاحتجاج عليه في لقاءاته الرسمية وغير الرسمية، وتسامحه مع المعتدين عليه؛ وهي مسألة في غاية الأهمية كمؤشر لتقدم الديموقراطية في المغرب، وقد ضرب لهم بنكيران مثلا بحرصه على إشراك مخالفين في النقاش والاستماع إلى وجهة نظرهم بإمعان وبدون تحفظ أو حذر يشترطه على محاوريه؛ بينما الآخرون يحاولون الاستبداد برأيهم وفرضه على الآخرين بالتشويش على دوره كرئيس للحكومة واستفزازه بقطع كلامه قبل أن يكمله وبأساليب همجية، على سنة اللئام وهي قبح الكلام والحركات العصبية.

7) يحق للمواطنين بعد كل ما يرونه في العالم العربي أن يفرحوا بالأمن السائد بالليل والنهار؛ يمشون بالشارع جماعات وفرادى في أمان، وأبناؤهم يغدون إلى مدارسهم ولا يرون جثت الأطفال في عمرهم الزاهر مقطعة أشلاء، وقائمة نعم الله على المغاربة تطول.

8) أدرك المغاربة أن مرحلة بنكيران كانت حاسمة في انتقال المغرب من مرحلة خطر عدم استقرار الأوضاع حيث انهار الاقتصاد حقيقيا مع نهاية سنة 2011 وعلى وشك فقدان المغرب لقراره السيادي المالي والاقتصادي، إلى مرحلة استعادة التوازنات الماكرواقتصادية حيث تم، بفضل سياسة بنكيران الحكيمة، تقليص عجز الخزينة من 7.2 بالمائة سنة 2012، سنة توليه رئاسة الحكومة، إلى 3.5 بالمائة سنة 2016.

9) لا يمكن للمغاربة أن ينسوا الاصلاحات الكبرى على المستوى الاجتماعي المرتبط بهم مباشرة حيث خصصت الحكومة نصف الميزانية العامة للقطاعات الاجتماعية، نذكر على سبيل المثال أزيد من 4 ملايير درهم لتمويل برنامج “راميد” الخاص بالمعوزين (استفاد منه أزيد من 8.78 مليون معوز) وأزيد من 3 ملايير درهم صرفت في شراء الأدوية وتأهيل المستشفيات، و 500 مليون درهم لبرنامج تيسير ولفائدة ما يفوق 493 ألف أسرة و805 آلاف تلميذ وتلميذة، فضلا عن تخصيص 300 مليون درهم لتوزيع “مليون محفظة” على أزيد من 3.9 مليون تلميذ وتلميذة في إطار المبادرة الملكية؛ بالإضافة إلى تخصيص موارد مالية لتفعيل صندوق التعويض عن فقدان الشغل، وموارد مالية بعشرات الملايير من الدراهم لاستثمارها في برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (29 مليار درهم خلال الفترة 2005- 2014 استفاد منها 10 ملايين شخص تقريبا).

10) إن تقدير عموم المغاربة لهذه الانجازات والمجهودات الجبارة والاستثنائية التي يقوم بها بنكيران لَيعبر عن تطلعاتهم نحو مزيد من الارتقاء بهذه التجربة الديموقراطية؛ ينتظرون انتصار بنكيران في الاستحقاقات القادمة، ويتطلعون إلى خطوات جديدة ومشاهد جديدة لمغرب جديد بسياسة جديدة وإدارة جديدة وإعلام جديد ووضع استثماري جذاب وقضاء جديد قريب إلى العدل أكثر من أي وقت مضى وفاعل في مكافحة الفساد.

لهذا كله ينتصر بنكيران اليوم، وسيبقى منتصرا؛ وأما خصومه فسيعودون طوعا أوكرها إلى جدة الصواب وإلى الأساليب الديموقراطية في الخصومة والاختلاف، وسيدركون أن أساليب الغدر والكذب والدسائس لإذلال بنكيران لا تجدي شيئا ولا تصنع شيئا. إن الشعب المغربي إذا أبقي على حريته لن يعود إلى الوراء بكل ما تعنيه الكلمة؛ لأنه “لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين” (حديث شريف)، لقد نكب من الأحزاب المعارضة فلا يعقل أن يعيد إليها زمام الأمور مرة أخرى، إلا إذا غيروا ما بأنفسهم. إنه قادم إلى الاصلاح كالسيْل الجارف ليمكث ما ينفع الناس في أرض المغرب ويذهب الزبد جفاء.

وفي النهاية من حق المواطنين أن يشعروا بأن هذا الرجل بصدقه وعزمه وحزمه هو الضمانة، بعد الله سبحانه، لاستمرار الاصلاح ومحاربة الفساد، في ظل الاستقرار، شيئا فشيئا، وخطوة خطوة، باستمداد قوته من الله أولا ثم من دعم الملك له ثم من الشعب وحزبه القوي بمرجعيته الاسلامية.

* دكتوراه في العلاقات العامة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.