دلال بوتكورت
خلال شهر رمضان الفضيل ، نلاحظ في الشارع العام تغيرات تتمثل في انتشار بعض العادات السيئة في سلوكيات الأفراد ، كالعصبية والغضب والانفعالات التي تؤدي غالبا إلى بطلان الصيام أو التشكيك في صحته .
حسب دراسات علمية فقد فسرت هذه الظاهرة على أنها ناتجة عن نقص نسبة المياه والجلوكوز في الدماغ ، وهذا يؤدي إلى التوتر والانفعال .
أما بالنسبة للأسباب الاخرى المتعارف عليها ، فتكون إما انقطاع النيكوتين عن الدم بالنسبة للمدخنين يؤدي به إلى ضعف التركيز والانفعال والأرق خلال فترات الصيام ، لذلك ينصح بتقليل عدد السجائر في اليوم مع اقتراب رمضان حتى يتعود الجسم على النظام الجديد .
ومن الأسباب كذلك التعود على استهلاك بعض المنبهات كالقهوة المشبعة بمادة الكافيين والانقطاع المفاجئ عنها خصوصا في الفترات الصباحية ، فهذا ما يؤدي إلى الشعور بالإجهاد و وفي كثير من الأحيان فقدان الرغبة في الحركة والعمل و الصداع الشديد ، وكلما طالت فترة الانقطاع زادت حدة الموقف وزاد تأثير السلوكيات السلبية .
وهناك فقط من يأخذ صيامه كذريعة ليعبر عن استيائه أو غضبه خصوصا في هذا الشهر الفضيل ليصبح تقليدا و عادة له .
فبدلا من استغلال هذا الشهر للتعصب و النرفزة والسب والشتم بحجة الصيام يمكن أن تتجاوز غضبك وأن تغير من سلوكياتك وذلك بالترويح عن النفس وأخذ وقفة مع النفس أمام الله و أمام نفسك ، غير عاداتك ، ابتعد عن ما يغضبك ، صل رحمك ، لا تكن عبدا للسيجارة ولا تجعل مفعولها يؤثر فيك ، ولما لا تستغل هذه الفرصة للإقلاع عنها ، وتعمد الابتسامة في وجه الاخرين حتى تلاقى بمثلها ، ولنستفد من الحكمة من الصيام التي تصبو إلى تهذيب النفس وتعويدها على الصبر ، فتجنب التفكير بكل ما هو سلبي ، ومارس الرياضة لتساعدك على تفريغ الشحنات السلبية في جسمك … .
كل هذه النصائح لن تطبق إلا برغبة منك في التغيير ، تذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ” وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فان سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم ” .