الحسن الثاني قوة عقل و تخفي

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عندما نذكر اسم المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله تراه فإننا نعيش قصة أمير بطل مزج بين روح القوة و العاطفة ، شخصية تركت طابعا في نفوس كل المغاربة والعالم أجمع بل رمز و تحفة لها تاريخ حافل في ميادين قومية و دولية لكن هناك حياة أخرى كان يعيشها الحسن الثاني في التخفي و الظهور بين أبناء الشعب لمعرفة عيشهم و معاناتهم و مساعدتهم باحترافية و عقل .

فالحسن لم يكن داهية في السياسة وحسب ، ولكنه كان داهية في التنكر كذلك ، فالحسن الثاني لم يكن يتردد في الاختلاط بالناس في الأسواق وعبر الساحات والحدائق العمومية ، مستغلا تنكره في أزياء وهيئات مختلفة .

ففي إحدى المرات تقول بعض الروايات غير الرسمية ، أن الحسن الثاني تقمص دور عجوز مريض بلحية كثيفة وشارب طويل وراح يتجول بين الناس ، وارتدى في مناسبة أخرى جلبابا مرقعا وقصد مستشفى بالبيضاء دون أن يعرفه أحد ممن بالمستشفى .

كما أخفى ملامح وجهه ولبس جاكيطة جندي وصندالة وعمل كسائق بمدينة الجديدة ، ولبس أيضا جلباب رجل فقير وذهب لشراء براكة بالعاصمة الرباط .

إلا أن عمليات التنكر الشهيرة للحسن الثاني كانت تتم في مدينة إفران ، حيث كان يحلو له أن يمارس التنكر بالقرب من قصره المشيد على سفح الجبل وبدون أية طريق مهمة على الجوار ، وكان الحسن الثاني يستغل تواجده بإفران ليلصق لحيته المستعارة بذقنه ، ويرتدي بنطلونا باليا , ويضع نظارة غامقة ، ويستند على عكاز ليتنكر في هيئة رجل مسن ثم ينزل إلى المدينة ليثرثر مع سكانها ويتفقد أحوالهم .

 

=== محمد الحبشاوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.