الفيسبوك يخاطبكم

الفيسبوك يخاطبكم
0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

زكرياء لزمات

نريد الإصلاح، نريد التغيير، “عفاكم” غير الترقيع…!!

لا شيء من هذا و ذاك قد حصل، فقط بعض الإجراءات الجزئية و التي لم تكتمل بعد أو أنها لم تفعل بالشكل المرغوب فيه. نذكر على سبيل المثال “راميد” و محنة الطلبة، عفوا منحة الطلبة و تلك العملية الارتجالية حول مساعدة نسبة معينة من الأرامل…

هذه بعض من الإنجازات التي ترفعها الحكومة عاليا و تستخدمها كلما زاد الضغط الشعبي عليها. لكن هل تلاحظون بروز فئة من الشعب و التي تشكل نسبة لا بأس بها من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بما فيها اليوتيوب و الفيسبوك، هذه الفئة تمتلك لغة خاصة بها و التي تنبني أساسا على الوضوح و تحديد الأشخاص بعينهم سواء الفاسد أو الظالم حسب قولهم، أو المظلوم و المقهور خصوصا “أولاد الشعب المبجوغين تحت الأقدام” …

لا بد من الوقوف وقفة تأملية عند هذه الظاهرة و لو لمحاولة فهم ثناياها و أسباب ظهورها، لأن شجاعة أصحابها تظهر من خلال خرجاتهم الواضحة و القوية لا يأبهون لأحد سواء كان شخصية بارزة قادرة على تشويه صورتهم و تبخيس إبداعاتهم ، أو دولة بمعناها العميق…

إن أخذنا نتأمل في ما وراء هذه الخرجات الشجاعة نجد قاسما مشتركا بين كل هؤلاء و هو المتعلق بسياسة الحكومة و بعض قياديي الأحزاب، سواء في المعارضة أو الأغلبية، إذ بعد كل خطاب و حديث، و بعد كل خرجاتهم الاعلامية، لاحظنا تفشي المصطلحات (الزنقاوية) على خطبهم، و التي تكون إما سفيهة بكلمات ساقطة، أو ممزوجة بنكت و دعابات حامضة، مخيفة و مفعفعة…

هذه السياسة التي لم تعد ملهمة بالشكل التي كانت عليه أياما قبل 2011، أصبحت اليوم مملة لكثرة انتشارها و غير موفقة لخروجها عن سياقها.

إنها سياسة التهريج و تكسير الروتين، التي أضحت في صراع دائم مع سياسة صنف آخر من الوزراء الذين يستخدمون لغة الصمت و التظاهر بالحكمة (و هما غير ما عارفين ما يقولو)… كما ان هذه الفئة الصامتة (مود صيلونص) عندما تتكلم تتمنى لو أنها لم تقم بهاته الخطوة، التي أودت بالحياة السياسية للعديد منهم. اليوم نحن امام زلات لسان الوزراء الصامتين الذين خلقوا الفرجة في وقت نعيش فيه حالة من الخوف على مستقبل الوطن، إضافة الى خيبة أمل المواطنين من حكومتهم الخائنة…

إن عملية اصلاح ما أفسده الفاسدون (التماسيح و العفاريت بلهجة بنكيران) تعني بشكل أساسي : إمساك الشيء الذي تم تخريبه و معاينته و استبدال جزء أو أجزاء منه بأخرى جديدة ليصير في حلة صالحة، هذا من جهة الصواب، أما من جهة بنكيران فالمسألة معقدة كثيرا، (خطابات عاطفية و أخرى سادجة، تشم رائحة “تطلابت” في عمقها) كما أنه  استطاع الخروج عن المألوف و المعتاد في الحكومات السابقة، التي كانت تنأى عن التصريح بفشلها و تغطي على الفشل بانجازات أخرى صغيرة او كبيرة، المهم انها تقدم نوعا من الملاطفة للشعب طمعا في رضاه..

هذه اللغة (لغة الاصلاح و التغيير) لم تعد لها مكانة و أضحت قيمتها مغيبة في عقول الكثيرين من أبناء الوطن، خصوصا بعد حراك 2011، الذي حقن دماء الشعب (او فئة معينة من الشعب) بفكرة واحدة و وحيدة مضمونها “نحن نعلم نواياكم. لم تعد الأفكار التقليدية قادرة على تقييد عقولنا، إما الإنجاز و تقديم الحلول أو نثور عليكم بكل الوسائل المتاحة” …

ظهرت بعد كل هذا و ذاك الفئة الفيسبوكية السالفة الذكر، و التي تستغل مجالا يستعمله عدد لا يستهان به من المواطنين خصوصا الشباب، ليصبح الجميع على علم بكل كبيرة و صغيرة تهم الوطن و الفساد_ الوطن و القمع_ الوطن و المستقبل_ الوطن و الكوابيس…

تستغل هذه الفئة مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل علني و بدون اختباء، عبر فيديوهات تحمل رسالات قوية للمعنيين بها حسب الموضوع الذي يعرف انتشارا في أوساط المواطنين.

هي وسيلة للتعبير عن الرأي في ظل غياب وسائل إعلام مستقلة و احتكار الحزب الأول للمشهد الإعلامي، والذي يظل رغم الاحتكار في المرتبة الأولى من حيث رداءة الخطاب

في نفس السياق خرجت صديقتنا البرلمانية عن حزب العدالة و التنمية أمينة ماء العينين لتعبر عن رأيها بخصوص هذا الانتشار الواسع لأصدقاء بنكيران القدامى (أيام فاش كان فالمعارضة و كان كايعجبو هادشي… الوقت اللي كانو فيه كاينوض يعارضو على أي حاجة  و حتى هي كان كايعجبها، غير حشمات تقولها دابا…)

فقالت صديقتنا البرلمانية : “إنه استبداد الجمهور عبر اشكال التواصل الجديدة من وسائط إعلامية وشبكات اجتماعية.  و تختم كلمتها بالقول : ” فلنحذر هذا الاستبداد الجديد “.

لقد أصبح معيار الحكم على الأشياء يتحدد بحسب الموقع السياسي، هل أنت في المعارضة أم في الأغلبية. لذلك لا أستغرب من هذه الخرجة الشرسة للسيدة البرلمانية المحترمة.

و أنا بدوري أقول لكم… فلنحذر هذا الاستحمار الجديد .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.