مهربات السلع في بوابة سبتة المحتلة..خبز بطعم الموت

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

وكالات

بظهور مقوسة، وُضعت عليها عشرات الكيلوغرامات من السلع المهربة، تقطع نسوة مغربيات بأجسادهن النحيلة كيلومتراً من الطريق الوعرة، بعد “نجاتهن” من تدافع عظيم بأحد المعابر الفاصلة بين الأراضي المغربية، وأخرى لمدينتين تخضعان للإدارة الإسبانية.

يتعلق الأمر بنساء يُهربن السلع بين المنطقتين، وفجر كُل يوم، يتكدسن بالآلاف بأحد المعابر الحدودية، في انتظار فتحه لولوج الأراضي الواقعة تحت الإدارة الإسبانية، وهي العملية اليومية التي تودي بحياة مهربات، إما نتيجة التدافع، أو دوسهن بالأقدام بعد سقوطهن أرضاً.

ومن بين آخر الضحايا امرأتان تنشطان في ما يسمى بـ”التهريب المعيشي”، لقيتا حتفهما بعد سقوطهما أرضاً ودوسهما بالأقدام من طرف زميلاتهن المتسابقات لعبور النقطة الحدودية.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تموت فيها “النساء الحمالات” بهذه المعابر، إذ يتسبب التدافع والتسابق الكبيران للمشتغلات في التهريب المعيشي (السلع) عند ولوجهن الأراضي الخاضعة للإدارة الإسبانية في سقوط بعضهن، إلا أن كثافة المقبلين على الولوج إلى “الضفة” الأخرى من المعبر البري، تحول دون تمكنهن من النهوض مجدداً، فتدوسهن الأقدام، وإن لم يمتن اختناقاً، أصبن بكسور وجروح توصف بـ”الخطرة”.

– خارج القانون

وتنتقل النسوة ما بين الأراضي الخاضعة للإدارة الإسبانية، وتلك الواقعة تحت السيادة المغربية، وهن محملات بكتل تتراوح ما بين 50 و90 كيلوغراماً من السلع الأساسية.

وعلى الرغم من المخاطر التي تحيط بهذا النشاط، والمقابل المادي المتدني الذي لا يتجاوز الـ 12 دولاراً عن كل رحلة ذهاب وإياب، تتشبث هؤلاء النسوة بعملهن كحمالات.

ولا توجد أرقام رسمية بخصوص عدد النساء الحمالات، إلا أن تقارير لجمعيات إسبانية وأخرى مغربية تحصر عددهن بين 10 آلاف و12 ألف امرأة حمالة، ينقلن ما مجموعه 300 طن من البضائع يومياً على ظهورهن.

وتعتبر هذه المهنة غير قانونية، إذ إن استيراد البضائع من خارج الحدود المغربية يخضع لقانون صارم وتُفرض عليه مجموعة من الضرائب.

ويُصنف ما تقوم به هؤلاء النسوة ضمن أنشطة التهريب، ولهذا الغرض يتم الاستعانة بهن لحمل هذه السلع، عوض وسائل النقل المعروفة.

وتقوم كل سيدة من هؤلاء بقطع نصف كيلومتر في 45 دقيقة، من المعبر الحدودي نحو مكان تضرب فيه موعداً مع التاجر صاحب السلعة، أو الشخص الذي تشتغل لحسابه، الذي يمنحها 12 دولاراً عن كل رحلة.

وليست الطريق التي يعبرنها سالكة، إذ تتميز بوعورة تضاريسها، وهو الذي دفع المهربين إلى استعمالها هرباً من الجمارك والدوريات الأمنية.

وتقوم هؤلاء النسوة بتحميل السلع على ظهورهن، كما يحرصن على لف أجسادهن بقطع من الثياب والكثير من الملابس التي يتم بيعها فيما بعد في الأسواق المغربية.

– سلع مختلفة

وتختلف السلع التي تنقلها هؤلاء النسوة، ابتداءً من ورق المراحيض، مروراً بالمواد الغذائية المختلفة، وخاصةً المعلبات، ووصولاً إلى قطع غيار السيارات والأجهزة الإلكترونية.

وتعرف هذه السلع إقبالا كبيراً في الأسواق المغربية؛ نظراً لثمنها المنخفض بالمقارنة مع ما يوجد في المحال المغربية.

وبحسب وسائل إعلام محلية فإن قطاع التهريب يُشغل ما يزيد على 45 ألف شخص بشكل مباشر، سواء التجار أو المهربات، ويستفيد منه نحو 400 ألف شخص بشكل غير مباشر، برقم معاملات يفوق 400 مليون دولار سنوياً، وهو ما يمثل ثلث الأنشطة التجارية لمدينة سبتة (شمال) الواقعة تحت الإدارة الإسبانية.

– حقوق مهضومة

ولا يترتب على هذا النشاط أي حقوق لفائدة النسوة الحمالات، إذ لا يتمتعن لا بالتغطية الصحية ولا أي شيء آخر، بل الأكثر من ذلك أنهن يُعانين من مضايقات عديدة، سواء من طرف “سماسرة المهنة”، أو من يسمونهم بـ”الحيتان الكبيرة”.

ونقل موقع “ماشابلْ” الإسباني، عن إحدى الحمالات وتسمى “كنزة”، قولها إنها “أرملة وتضطر للعمل في التهريب كل يوم لإعالة أبنائها”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.