موجة رفض دولي لقرار ترامب بشأن الجولان السوري المحتل وتحديه للأمم المتحدة
احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
تتواصل التنديدات الدولية بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة محذرة من عواقب القرار الذي رأت فيه تحديا للأمم المتحدة ولمجلس الأمن الدولي ومن الآثار السلبية الكبيرة التي يمكن أن يثيرها على مسيرة السلام في الشرق الأوسط وأمن واستقرار المنطقة. قرار ترامب, عقب عليه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالقول أن “سياسة الأمم المتحدة بشأن الجولان لم تتغير”.
كما اعتبرته روسيا “انتهاك للقانون الدولي”, حيث أبدى الكرملين وهو يتأسف للقرار أن “مثل هذه القرارات لها تداعيات سلبية دون شك على التسوية في الشرق الأوسط والجو العام للتسوية السياسية في سوريا”.
ووصف فياتيسلاف فلودبن, رئيس مجلس “الدوما” الروسي (البرلمان) قرار الرئيس الأمريكي بأنه تحديا لدور الأمم المتحدة ومجلس الأمن. مضيفا أن القرار الذي اتخذه الرئيس ترامب يتجاهل الحوار مع جميع البلدان داخل الأمم المتحدة, مشيرا إلى أنه تم اتخاذه لما أسماه بـ”التحايل” على الأمم المتحدة ومجلس الأمن, وأنه يتعين على جميع البلدان إثارة هذه المسألة, معتبرا أن اتخاذ مثل هذه القرارات يشكل طريقا مباشرا للحرب. وانضمت اليابان اليوم إلى الدول الرافضة للقرار, وقال المتحدث باسم حكومتها, يوشيهيدي سوغا, إن بلاده ستواصل مراقبة المسار المستقبلي لهذه القضية باهتمام. بدورها أعلنت كندا رفضها للقرار.
وجاء في بيان صادر عن وزارة خارجيتها اعتبرت أن “القانون الدولي حظر ضم أرض ما من خلال استخدام القوة, وأن أي قرار أحادي الجانب بتغيير الحدود يتنافى مع أساس النظام الدولي القائم على معايير”. لكنها شددت في الوقت نفسه على أن إسرائيل صديق قوي, ومن حقها التعايش مع جيرانها بسلام. الخارجية الفنزويلية و في بيان لها اليوم أكدت أن “فنزويلا ترفض بشكل قاطع نية حكومة ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية”, مضيفة أن تلك الخطوة انتهاك لقرارات مجلس الأمن وميثاق الأمم المتحدة.
وكانت إسرائيل احتلت الجولان السورية في حرب عام 1967 وضمتها عام 1981, في خطوة أعلن مجلس الأمن الدولي أنها غير قانونية.
–رفض عربي وإسلامي —
وأصدرت دول عربية وإسلامية بيانات أكدت فيها رفضها لقرار الرئيس الأمريكي وشددت على “سورية الجولان”. فلسطين, لبنان ,قطر, العراق, الكويت, الأردن, السعودية, البحرين وموريتانيا كانت من بين هاته الدول.
وأدانت السعودية توقيع الرئيس ترامب الاثنين على وثيقة الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري, خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للبيت الأبيض في واشنطن العاصمة.
وأفاد بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن الرياض “أعربت عن رفضها التام, واستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأميركية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة”, مشددة على موقفها الثابت والمبدئي من هضبة الجولان على أنها أرض عربية سورية محتلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة”.
وأكدت السعودية في بيانها أن اعتراف ترامب بالجولان أرضا إسرائيلية “ستكون له آثار سلبية كبيرة على مسيرة السلام في الشرق الأوسط وأمن واستقرار المنطقة”, ودعت الرياض كافة الأطراف إلى “احترام مقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة”.
و أعربت دولة الإمارات, عن أسفها واستنكارها الشديدين لقرار الإدارة الأميركية, وقالت أن هذه الخطوة تقوض فرص التوصل إلى سلام شامل وعادل في المنطقة, وأكدت عدم إمكانية تحقيق الاستقرار والسلام طالما تواصل إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات, على قرارات مجلس الأمن رقم / 242 / لعام 1967, ورقم / 497 / لعام 1981, والمبادئ المنصوص عليها في مبادرة السلام العربية والمتعلقة بالانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري.
وفي المنحى ذاته, قالت الكويت, الثلاثاء, إنها تأسف لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان ودعت إلى احترام القوانين الدولية.
وقالت الخارجية الكويتية في بيان لها في نفس الإطار أن”هذا القرار يخالف القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”, ويمثل تقويضا لعملية السلام الشامل في الشرق الأوسط وتهديدا للأمن والاستقرار فيه”.
وأوردت وزارة الخارجية البحرينية في بيان إنها تؤكد موقفها الثابت باعتبار هضبة الجولان أراضي عربية سورية محتلة من قبل إسرائيل في يونيو 1967, وهو ما تؤكد عليه قرارات مجلس الأمن الدولي وطالبت بضرورة “تظافر كافة الجهود من أجل إنهاء احتلال إسرائيل لهضبة الجولان السورية والانسحاب من كافة الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967, وذلك لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة”.
ومن بين الدول الإسلامية, فبعد رفض تركيا الاثنين للقرار الأمريكي تبعتها اليوم إندونيسيا التي قالت في بيان لوزارة الخارجية إن القرار “لا يساعد في جهود إحلال السلام والاستقرار الإقليميين”.
كما انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني قرار ترامب, وقال “لا يمكن لأحد أن يتخيل أن يأتي شخص في أمريكا ويمنح أرضا تابعة لدولة إلى دولة أخرى محتلة.. هذا يتنافى مع القوانين والأعراف الدولية… هذا الفعل لم يسبق له مثيل في القرن الحالي”.
كما كتبت عديد الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي اليوم في الموضوع وقالت بعضها ان ترامب بقراره “منح هدية سخية لإسرائيل … وبقدر ما هي مفاجئة وصادمة, فإنها جاءت استكمالا لسلسلة من السياسات الأمريكية المؤيدة بشكل صارخ لإسرائيل, ولرئيس الوزراء نتنياهو على وجه الخصوص, بداية مع اعتراف الولايات المتحدة الرسمي بالقدس عاصمة لإسرائيل نهاية عام 2017, ودمج الشؤون الفلسطينية التي كانت ت دار تاريخيا من القنصلية الأمريكية في القدس مع السفارة الإسرائيلية الجديدة في قطع صريح للصلات الدبلوماسية المباشرة مع الفلسطينيين, مرورا بتضييق الخناق على المنظمات الإغاثية العاملة في الأراضي الفلسطينية, ثم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران بتنسيق كامل مع نتنياهو في مايو 2018, و الجهود التي بذلها لتمرير صيغة حل نهائي للقضية الفلسطينية مبنية بالكامل على المقترحات والتطلعات الإسرائيلية, وتتجاهل بشكل كلي جميع القضايا الجوهرية والمصيرية بالنسبة للفلسطينيين.